موسوعة أصول الفقه

المَطلَبُ الأوَّلُ: تَعريفُ التَّعارُضِ لُغةً


التَّعارُضُ في اللُّغةِ: مَأخوذٌ مِن مادَّةِ (عرض)، والعَرضُ: هو الذي يُخالِفُ الطُّولَ، ومِنه اشتُقَّتِ المُعارَضةُ، فكَأنَّ عَرضَ الشَّيءِ الذي يَفعَلُه مِثلُ عَرضِ الشَّيءِ الذي أتاه، تَقولُ: عارَضتُ فلانًا بمِثلِ ما صَنَعَ: إذا أتَيتَ إليه بمِثلِ ما أتى إليك، واعتَرَضَ الشَّيءُ دونَ الشَّيءِ، أي: حالَ دونَه، يُقالُ: سِرتُ فعَرَضَ لي في الطَّريقِ عارِضٌ مِن جَبَلٍ ونَحوِه، أي: مانِعٌ يَمنَعُ مِنَ المُضيِّ، ومِنه اعتِراضاتُ الفُقَهاءِ -لأنَّها تَمنَعُ مِنَ التَّمَسُّكِ بالدَّليلِ- ومِنه تَعارُضُ البَيِّناتِ؛ إذ كانت كُلُّ واحِدةٍ تَعتَرِضُ الأخرى وتَمنَعُ نُفوذَها. وقيلَ: التَّعارُضُ: هو تَفاعُلٌ مِنَ العُرضِ، وهو النَّاحيةُ والجِهةُ، وكأنَّ الكَلامَ المُتَعارِضَ يَقِفُ بَعضُه في عُرضِ بَعضٍ، أي: ناحيَتِه وجِهَتِه، فيَمنَعُه مِنَ النُّفوذِ إلى حَيثُ وُجِّهَ [1] يُنظر: ((العين)) للخليل (1/ 272)، ((تهذيب اللغة)) للأزهري (1/ 289)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/ 269، 272)، ((لسان العرب)) لابن منظور (7/ 168)، ((المصباح المنير)) للفيومي (2/ 403). ويُنظر أيضًا: ((البحر المحيط)) للزركشي (8/ 120). .

انظر أيضا: