موسوعة أصول الفقه

المَسألةُ الثَّانيةُ: تَعريفُ الخَبَرِ اصطِلاحًا


الخَبَرُ في الاصطِلاحِ: هو ما يَدخُلُه الصِّدقُ والكَذِبُ لذاتِه، أو هو المُحتَمِلُ للصِّدقِ والكَذِبِ لذاتِه [375] يُنظر: ((مفتاح العلوم)) للسكاكي (ص: 164)، ((شرح تنقيح الفصول)) (ص: 346)، ((الذخيرة)) (1/118) كلاهما للقرافي، ((شرح الورقات)) لعبد الله الفوزان (ص: 168). .
وقيل: هو ما دَخَله الصِّدقُ والكَذِبُ [376] يُنظر: ((العدة)) لأبي يعلى (1/ 169)، ((البرهان)) للجويني (1/367)، ((المستصفى)) للغزالي (ص: 105- 106). .
وقيل: هو عِبارةٌ عن اللَّفظِ الدَّالِّ بالوَضعِ على نِسبةِ مَعلومٍ إلى مَعلومٍ، أو سَلبِها على وجهٍ يَحسُنُ السُّكوتُ عليه مِن غَيرِ حاجةٍ إلى تَمامٍ، مَعَ قَصدِ المُتَكَلِّمِ به الدَّلالةَ على النِّسبةِ أو سَلبِها [377] يُنظر: ((الإحكام)) للآمدي (2/ 9). .
شَرحُ التَّعريفِ المُختارِ وبَيانُ مُحتَرَزاتِه:
عِبارةُ (لذاتِه): تُخرِجُ الخَبَرَ الذي لا يَحتَمِلُ الصِّدقَ أو لا يَحتَمِلُ الكَذِبَ باعتِبارِ المُخبرِ به؛ فالأوَّلُ -وهو ما لا يَحتَمِلُ الصِّدقَ- كخَبَرِ مُدَّعي الرِّسالةِ بَعدَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والثَّاني -وهو ما لا يَحتَمِلُ الكَذِبَ- كخَبَرِ اللَّهِ تعالى وخَبَرِ رَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الثَّابتِ عنه [378] يُنظر: ((شرح الورقات)) لعبد الله الفوزان (ص: 168- 169). ويُنظر أيضًا: ((شرح تنقيح الفصول)) (ص: 346)، ((الذخيرة)) (1/ 118) كلاهما للقرافي. .
والخَبَرُ عِندَ عُلماءِ الحَديثِ مُرادِفٌ للحَديثِ، وقيل: الحَديثُ ما جاءَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والخَبَرُ: ما جاءَ عن غَيرِه، ومِن ثَمَّ سُمِّيَ المُشتَغِلُ بالتَّواريخِ بالإخباريِّ، والمُشتَغِلُ بالسُّنَّةِ النَّبَويَّةِ بالمُحَدِّثِ، وقيل: كُلُّ حَديثٍ خَبَرٌ مِن غَيرٍ عَكسٍ، فيَكونُ بَينَهما عُمومٌ وخُصوصٌ مُطلَقٌ [379] يُنظر: ((نزهة النظر)) لابن حجر (ص: 41). .

انظر أيضا: