موسوعة أصول الفقه

المَسألةُ الأولى: تَعريفُ الخَبَرِ المُتَواتِرِ


أوَّلًا: المُتَواتِرُ لُغةً
المُتَواتِرُ: مَأخوذٌ مِن التَّواتُرِ، أي: التَّتابُعِ، وقيل: تتابُعُ الأشياءِ واحِدًا بَعدَ واحِدٍ بفتَراتٍ بَينَهما، وأصلُ ذلك كُلِّه مِن الوِترِ، وهو الفَردُ، وذلك أن تَجعَلَ كُلَّ واحِدٍ بَعدَ صاحِبِه فردًا فردًا، ومِنه قَولُ اللهِ تعالى: ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى [المؤمنون: 44] ، أي: واحِدًا بَعدَ واحِدٍ، وبَينَهما فترةٌ [397] يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (2/ 843)، ((المحكم)) لابن سيده (9/ 532)، ((المحصول)) للرازي (4/ 227)، ((تاج العروس)) للزبيدي (14/ 338)، ((المصباح المنير)) للفيومي (2/ 647). .
ثانيًا: المُتَواتِرُ اصطِلاحًا
الخَبَرُ المُتَواتِرُ في اصطِلاحِ الأُصوليِّينَ: هو خَبَرُ أقوامٍ بَلغوا في الكَثرةِ إلى حَيثُ حُصولُ العِلمِ بقَولِهم [398] يُنظر: ((المحصول)) للرازي (4/ 227)، ((نهاية الوصول)) لصفي الدين الهندي (7/ 2715)، ((نفائس الأصول)) للقرافي (6/ 2808)، ((العدة)) لابن العطار (3/ 1257)، ((إرشاد الفحول)) للشوكاني (1/ 128)، ونحوه ((مختصر ابن الحاجب)) بشرحه ((بيان المختصر)) لشمس الدين الأصفهاني (1/ 637). .
وقيل: إخبارُ قَومٍ يَمتَنِعُ تَواطُؤهم على الكَذِبِ لكَثرَتِهم، بشُروطٍ تُذكَرُ [399] يُنظر: ((شرح مختصر الروضة)) للطوفي (2/ 74). .
وقيل: هو خَبَرُ جَمعٍ يَمتَنِعُ تَواطُؤهم على الكَذِبِ عن مَحسوسٍ [400] يُنظر: ((جمع الجوامع)) بشرحه ((تشنيف المسامع)) (2/ 946). .
وقيل: هو ما نَقَله عَدَدٌ لا يُمكِنُ مواطَأتُهم على الكَذِبِ، عن مِثلِهم، ويَستَوي طَرَفاه والوسَطُ، ويُخبرونَ عن حِسِّيٍّ لا مَظنونٍ، ويَحصُلُ العِلمُ بقَولِهم [401] يُنظر: ((شرح مسلم)) للنووي (1/ 131). .
شَرحُ التَّعريفِ المُختارِ وبَيانُ مُحتَرَزاتِه:
- عِبارةُ "أقوامٍ بَلغوا في الكَثرةِ..": يَخرُجُ بها خَبَرُ الآحادِ [402] يُنظر: ((الردود والنقود)) للبابرتي (1/ 618). .
وقَيدُ الكَثرةِ لإخراجِ خَبَرِ قَومٍ يَستَحيلُ كذِبُهم بسَبَبِ أمرٍ خارِجٍ عن الكَثرةِ، كالعِلمِ بمخبَرِهم ضَرورةً أو نَظَرًا [403] يُنظر: ((إرشاد الفحول)) للشوكاني (1/ 128). .
- "العِلمِ": أيِ: المُفيدِ لليَقينِ، فهو قَيدٌ لإخراجِ الظَّنِّ [404] يُنظر: ((الردود والنقود)) للبابرتي (1/ 618). .

انظر أيضا: