موسوعة أصول الفقه

الفَرعُ الأوَّلُ: أقسامُ المَصلَحةِ مِن جِهةِ رُتبَتِها


تَنقَسِمُ المَصالِحُ مِن جِهةِ رُتبَتِها إلى ثَلاثةِ أقسامٍ:
1- المَصالِحُ الضَّروريَّةُ:
وهيَ ما لا بُدَّ مِنها في قيامِ مَصالِحِ الدِّينِ والدُّنيا، بحَيثُ إذا فُقِدَت لم تَجرِ حَياةُ النَّاسِ على استِقامةٍ، بَل على فَسادٍ وتهارُجٍ وفَوتِ حَياةٍ، وفي الآخِرةِ فَوتُ النَّجاةِ والنَّعيمِ، والرُّجوعُ بالخُسرانِ المُبينِ، وهيَ خَمسٌ: حِفظُ الدِّينِ، والنَّفسِ، والعَقلِ، والنَّسلِ، والمالِ [2599] يُنظر: ((الموافقات)) للشاطبي (2/17، 18)، ((شرح الكوكب المنير)) لابن النجار (4/159، 160)، ((المصالح المرسلة وأثرها في المعاملات)) لعبد العزيز العمار (ص:113). .
والمَصالحُ الضَّروريَّةُ هيَ أقوى المَراتِبِ في المَصالِحِ [2600]  يُنظر: ((المستصفى)) للغزالي (ص: 174). ، ولم تَخلُ مِلَّةٌ مِنَ المِلَلِ ولا شَريعةٌ مِنَ الشَّرائِعِ عن رِعايةِ هذه الكُلِّيَّاتِ الخَمسِ [2601]  يُنظر: ((الإحكام)) للآمدي (3/274)، ((نفائس الأصول)) للقرافي (7/3264). .
وحَصرُ المَقاصِدِ في هذه الخَمسةِ ثابِتٌ بالنَّظَرِ إلى الواقِعِ وعاداتِ المِلَلِ والشَّرائِعِ بالاستِقراءِ [2602]  يُنظر: ((التقرير والتحبير)) لابن أمير الحاج (3/144). .
2- المَصالِحُ الحاجيَّةُ:
وهيَ التي يَحتاجُ إليها النَّاسُ لرَفعِ المَشَقَّةِ ودَفعِ الحَرَجِ والضِّيقِ عنهم، وإذا فُقِدَت لا تَختَلُّ بفَقدِها حَياتُهم، بَل يُصيبُهم حَرَجٌ ومَشَقَّةٌ لا يَبلُغانِ مَبلغَ الفسادِ المُتَوقَّعِ في فقدِ الضَّروريَّاتِ، ومِن أجلِها شُرِعَتِ المُعامَلاتُ مِن بَيعٍ وشِراءٍ وإجارةٍ، وشُرِعَتِ الرُّخَصُ المُخَفَّفةُ، كقَصرِ الصَّلاةِ والفِطرِ في رَمَضانَ لذَوي الأعذارِ [2603] يُنظر: ((الموافقات)) للشاطبي (2/21)، ((شرح الكوكب المنير)) لابن النجار (4/166:164) ((المصالح المرسلة وأثرها في المعاملات)) لعبد العزيز العمار (ص:113). .
3- المَصالِحُ التَّحسينيَّةُ:
وهيَ الأخذُ بما يَليقُ مِن مَحاسِنِ العاداتِ، وتَجَنُّبُ المُدَنَّساتِ التي تَأنَفُها العُقولُ الرَّاجِحاتُ، والتَّحسينيَّاتُ لا تَتَوقَّفُ الحَياةُ بتَركِها، ولكِنَّ مُراعاتَها مِن مَكارِمِ الأخلاقِ، كآدابِ الطَّعامِ والشَّرابِ والكَلامِ، والاعتِدالِ في المَظهَرِ، وأخذِ الزِّينةِ، والاقتِصادِ في النَّفَقةِ دونَ إسرافٍ ولا تَقتيرٍ [2604] يُنظر: ((الموافقات)) للشاطبي (2/22)، ((شرح الكوكب المنير)) لابن النجار (4/166، 167)، ((المصالح المرسلة وأثرها في المعاملات)) (ص:114). .

انظر أيضا: