موسوعة أصول الفقه

المَطلَبُ الأوَّلُ: تَعريفُ العُرفِ


أوَّلًا: العُرفُ لُغةً: المَعروفُ ضِدُّ المُنكَرِ، وهو كُلُّ ما تَعرِفُه النَّفسُ مِنَ الخَيرِ وتَطمَئِنُّ إليه، وأصلُ (عرف) هنا: يَدُلُّ على السُّكونِ والطُّمَأنينةِ، ومِنه العُرفُ بمَعنى المَعروفِ، وسُمِّي بذلك لأنَّ النُّفوسَ تَسكُنُ إليه [2709] يُنظر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (2/208)، ((الصحاح)) للجوهري (4/1400-1403)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/281). .
ثانيًا: العُرفُ اصطِلاحًا: هو ما يَغلبُ على النَّاسِ أو طائِفةٍ مِنهم مَن قَولٍ أو فِعلٍ [2710] يُنظر: ((العرف حجيته وأثره في فقه المعاملات المالية عند الحنابلة)) لعادل قوته (1/93: 95). ويُنظر أيضًا: ((حاشية التوضيح)) لابن عاشور (1/248)، ((الشامل)) لعبد الكريم النملة (2/789). .
وقيل: هو ما استَقَرَّ في النُّفوسِ مِن جِهةِ شَهاداتِ العُقولِ، وتَلقَّته الطِّباعُ السَّليمةُ بالقَبولِ [2711] يُنظر: ((كشف الأسرار)) للنسفي (2/593)، ((خلاصة الأفكار شرح مختصر المنار)) لابن قطلوبغا (ص:189). .
شَرحُ التَّعريفِ المُختارِ:
- عِبارةُ (ما يَغلِبُ): أي: يَتَكَرَّرُ ويَشيعُ في مُعظَمِ الأحوالِ، وذلك دَليلُ غَلبتِه.
قال ابنُ عابِدينَ: (إنَّ العادةَ مَأخوذةٌ مِنَ المُعاوَدةِ، فهيَ بتَكَرُّرِها ومُعاودَتِها مَرَّةً بَعدَ أُخرى صارَت مَعروفةً مُستَقِرَّةً في النُّفوسِ والعُقولِ، مُتَلقَّاةً بالقَبولِ مِن غَيرِ عَلاقةٍ ولا قَرينةٍ حتَّى صارَت حَقيقةً عُرفيَّةً) [2712] ((مجموعة رسائل ابن عابدين)) (2/114). .
- عِبارةُ (على النَّاسِ أو طائِفةٍ مِنهم): بَيانٌ لقِسمَي العُرفِ، وهو العُرفُ العامُّ المَعروفُ بَينَ جَميعِ النَّاسِ، والعُرفُ الخاصُّ بطائِفةٍ مُعَيَّنةٍ.
- عِبارةُ (مِن قَولٍ): بَيانٌ لأحَدِ قِسمَيِ العُرفِ، وهو العُرفُ القَوليُّ، وهذا يَشمَلُ الألفاظَ المُفرَدةَ والجُمَلَ المُرَكَّبةَ.
- عِبارةُ (أو فِعلٍ): تَشمَلُ العُرفَ الفِعليَّ، كالبَيعِ بالمُعاطاةِ [2713] يُنظر: ((العرف حجيته وأثره في فقه المعاملات المالية عند الحنابلة)) لعادل قوته (1/94). .

انظر أيضا: