موسوعة أصول الفقه

الفرعُ الثَّاني: الدَّلالةُ غَيرُ اللَّفظيَّةِ وأقسامُها


الدَّلالةُ غَيرُ اللَّفظيَّةِ هيَ كُلُّ دَلالةٍ لا يَكونُ الانتِقالُ فيها إلى المَعنى ناشِئًا عنِ اللَّفظِ، بَل عن طُرُقٍ أُخرى سِواه، وبتَنَوُّعِ هذه الطُّرُقِ تَتَنَوَّعُ الدَّلالةُ إلى: وضعيَّةٍ، وطَبيعيَّةٍ، وعَقليَّةٍ [37] يُنظر: ((طرق الاستدلال ومقدماتها)) للباحسين (ص: 58). .
القِسمُ الأوَّلُ: الدَّلالةُ الوضعيَّةُ غَيرُ اللَّفظيَّةِ
الدَّلالةُ الوضعيَّةُ غَيرُ اللَّفظيَّةِ: هيَ ما كان الدَّالُّ فيها أمرًا وضعيًّا اصطِلاحيًّا.
مِثالُها: دَلالةُ وُجودِ المَشروطِ على وُجودِ الشَّرطِ، ودَلالةُ لُبسِ السَّوادِ على الحِدادِ في البُلدانِ التي تَتَّخِذُ ذلك، ولَونِ أضواءِ إشاراتِ المُرورِ على التَّوقُّفِ أوِ المَسيرِ، وصورةِ السَّهمِ على الاتِّجاهِ، وغُروبِ الشَّمسِ على وُجوبِ صَلاةِ المَغرِبِ [38] يُنظر: ((الإبهاج)) لابن السبكي ووالده (3/518)، ((طرق الاستدلال ومقدماتها)) للباحسين (ص: 58). .
القِسمُ الثَّاني: الدَّلالةُ الطَّبيعيَّةُ غَيرُ اللَّفظيَّةِ
الدَّلالةُ الطَّبيعيَّةُ غَيرُ اللَّفظيَّةِ هيَ: ما كان الدَّالُّ فيها أمرًا طَبيعيًّا تابِعًا لطَبيعةِ الإنسانِ، كخَلقِ الإنسانِ وما يَلحَقُه مِنَ الأعراضِ.
مِثالُها: دَلالةُ حُمرةِ الوَجهِ على الخَجَلِ، وصُفرَتِه على الخَوفِ والوَجَلِ، وارتِفاعِ دَرَجةِ الحَرارةِ على المَرَضِ [39] يُنظر: ((المهذب)) لعبد الكريم النملة (3/1057)، ((طرق الاستدلال ومقدماتها)) للباحسين (ص: 58). .
القِسمُ الثَّالِثُ: الدَّلالةُ العَقليَّةُ غَيرُ اللَّفظيَّةِ
الدَّلالةُ العَقليَّةُ غَيرُ اللَّفظيَّةِ هيَ: ما كان الانتِقالُ فيها إلى المَعنى عن طَريقِ العَقلِ.
مِثالُها: دَلالةُ الأثَرِ على وُجودِ المُؤَثِّرِ، ودَلالةُ الحَرَكةِ الإراديَّةِ على وُجودِ الحَياةِ، ودَلالةُ الدُّخانِ على النَّارِ [40] يُنظر: ((الإبهاج)) لابن السبكي ووالده (3/518)، ((طرق الاستدلال ومقدماتها)) للباحسين (ص: 58). .

انظر أيضا: