موسوعة أصول الفقه

الفرعُ الثَّاني: تَعريفُ التَّرادُفِ اصطِلاحًا


التَّرادُفُ في الاصطِلاحِ هو: توالي الألفاظِ المُفرَدةِ الدَّالَّةِ على مَعنًى واحِدٍ باعتِبارٍ واحِدٍ [166] يُنظر: ((المنهاج)) للبيضاوي (ص: 85)، ((الغيث الهامع)) لأبي زرعة العراقي (ص: 161). .
وقيلَ: هيَ أسماءٌ مُختَلِفةٌ لمُسَمًّى واحِدٍ [167] يُنظر: ((روضة الناظر)) لابن قدامة (1/72). .
شَرحُ التَّعريفِ المُختارِ وبَيانُ مُحتَرَزاتِه:
- جُملةُ: "تَوالي الألفاظِ": المُرادُ بها تَتابُعُها؛ لأنَّ اللَّفظَ الثَّانيَ تَبَعٌ للأوَّلِ في مَدلولِه، وهو يَشمَلُ التَّرادُفَ وغَيرَه مَن توالي الألفاظِ المُرَكَّبةِ والمُتَبايِنةِ، وتوالي المُؤَكَّدِ والتَّأكيدِ، والمَتبوعِ والتَّابِعِ.
والتَّعبيرُ بـ"الألفاظِ"؛ ليَشمَل تَرادُفَ الأسماءِ، كالبُرِّ والقَمحِ. والأفعالِ، كجَلسٍ وقَعَدَ. والحُروفِ، كفي والباءِ.
- كَلِمةُ: "المُفرَدةِ": يُحتَرَزُ بها عن شَيئَينِ:
1- أن يَكونَ البَعضُ مُرَكَّبًا والبَعضُ مُفرَدًا، كالِاسمِ وَحدَه، نَحوُ: الإنسانِ والحَيَوانِ النَّاطِقِ؛ فإنَّهما وإن دَلَّا على ذاتٍ واحِدةٍ فليسا مُتَرادِفَينِ.
2- أن يَكونَ الكُلُّ مُرَكَّبًا، كالحَدِّ والرَّسمِ، نَحوُ قَولِنا: الحَيَوانُ النَّاطِقُ والحَيَوانُ الضَّاحِكُ، فليسا مُتَرادِفَينِ أيضًا، وإن دَلَّا على مُسَمًّى واحِدٍ، وهو الإنسانُ.
- جُملةُ: "على مَعنًى واحِدٍ": احتِرازٌ عنِ الألفاظِ المُتَبايِنةِ؛ فإنَّها تَدُلُّ على الأشياءِ المُتَعَدِّدةِ، كالإنسانِ، والفرَسِ، والحِمارِ.
- جُملةُ: "باعتِبارٍ واحِدٍ": احتِرازٌ عنِ اللَّفظَينِ إذا دَلَّا على شَيءٍ واحِدٍ باعتِبارِ صِفتَينِ، كالصَّارِمِ والمُهَنَّدِ؛ فإنَّ مَدلولَهما واحِدٌ، ولَكِنْ باعتبارَينِ. أو باعتِبارِ الصِّفةِ وصِفةِ الصِّفةِ، كالفَصيحِ والنَّاطِقِ؛ فإنَّهما مِنَ الألفاظِ المُتَبايِنةِ [168] يُنظر: ((المحصول)) للرازي (1/253)، ((شرح المنهاج)) لشمس الدين الأصفهاني (1/200)، ((الإبهاج)) لابن السبكي ووالده (3/613)، ((نهاية السول)) للإسنوي (ص: 103)، ((تيسير الوصول)) لابن إمام الكاملية (2/272)، ((البحر المحيط)) للزركشي (2/355). .

انظر أيضا: