موسوعة الآداب الشرعية

ثالثًا: الطَّهارةُ


يُستَحَبُّ أن يَذكُرَ اللهَ عَزَّ وجَلَّ، وهو على طَهارةٍ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عنِ المُهاجِرِ بنِ قُنفُذٍ رَضيَ اللهُ عنه، ((أنَّه أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو يَبولُ، فسَلَّم عليه فلَم يَرُدَّ عليه حَتَّى تَوضَّأ، ثُمَّ اعتَذَرَ إليه فقال: إنِّي كَرِهتُ أن أذكُرَ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ إلَّا على طُهرٍ، أو قال: على طَهارةٍ)) [2003] أخرجه أبو داود (17) واللفظ له، والنسائي (38)، وأحمد (19034). صَحَّحه ابنُ خزيمة في ((صحيحه)) (206)، وابن حبان في ((صحيحه)) (803)، والحاكم على شرط الشيخين في ((المستدرك)) (602)، والنووي في ((المجموع)) (3/105)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (1/205). .
قال قتادةُ: (فكان الحَسَنُ -يَعني: البَصريَّ- مِن أجلِ هذا الحَديثِ يَكرَهُ أن يَقرَأَ أو يَذكُرَ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ حَتَّى يَتَطَهَّرَ) [2004] أخرجه أحمد بعد حديث (19034). .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ الحَديثَ يَدُلُّ على أنَّ الأفضَلَ ألَّا توجَدَ الأذكارُ إلَّا في أكمَلِ الأحوالِ، كالطَّهارةِ مِنَ الحَدَثَينِ، وطَهارةِ الفَمِ مِنَ الخَبَثِ [2005] يُنظر: ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (1/ 396). .
(وإذا كان هذا في مُجَرَّدِ رَدِّ السَّلامِ، فكَيف بذِكرِ اللهِ سُبحانَه؟! فإنَّه أولى بذلك) [2006] ((تحفة الذاكرين)) (ص: 53). .
فائِدةٌ:
قال النَّوويُّ: (أجمَعَ العُلَماءُ على جَوازِ الذِّكرِ بالقَلبِ واللِّسانِ للمُحدِثِ والجُنُبِ والحائِضِ والنُّفَساءِ، وذلك في التَّسبيحِ والتَّهليلِ والتَّحميدِ والتَّكبيرِ والصَّلاةِ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والدُّعاءِ، وغَيرِ ذلك) [2007] ((الأذكار)) (ص: 11). .

انظر أيضا: