موسوعة الآداب الشرعية

سادسًا: إعادةُ السَّلامِ كلَّما تكرَّر اللقاءُ أو حالَ بينهما شيءٌ


إذا سَلَّمَ المسلمُ على أخيه وحالتْ بينهما شَجَرةٌ أو جِدارٌ ثم لقيه فمِن السُّنَّةِ أنْ يعيدَ السَّلامَ عليه، وهكذا كلَّما لقِيَه ولو في أوقاتٍ متقاربةٍ [84] قال ابنُ عَقيلٍ الحَنبَليُّ: (إذا سَلَّمَ ثُمَّ حال بينَه وبينَ مَن سَلَّمَ عليه شَجَرةٌ أو جِدارٌ، ثُمَّ التَقَوا، عادَت سُنَّةُ السَّلامِ، كذلك كان أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورَضيَ عَنهم). ((فصول الآداب)) (ص: 40). وقال النَّوويُّ: (إذا سَلَّمَ عليه إنسانٌ ثُمَّ لقيَه على قُربٍ، يُسَنُّ له أن يُسَلِّمَ عليه ثانيًا وثالثًا وأكثَرَ، اتَّفقَ عليه أصحابُنا). ((الأذكار)) (ص: 249). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَل المسجِدَ، فدخَل رجُلٌ فصلَّى، فسلَّم على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فرَدَّ وقال: ارجِعْ فصَلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ، فرجَع يُصلِّي كما صلَّى، ثُمَّ جاء فسلَّم على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: ارجِعْ فصَلِّ؛ فإنَّك لم تُصَلِّ، ثلاثًا، فقال: والذي بعَثك بالحقِّ ما أُحسِنُ غَيرَه، فعلِّمْني، فقال: إذا قُمتَ إلى الصَّلاةِ فكبِّرْ، ثُمَّ اقرأْ ما تيسَّر معَك مِن القرآنِ، ثُمَّ اركَعْ حتَّى تطمئِنَّ راكِعًا، ثُمَّ ارفَعْ حتَّى تعتدِلَ قائِمًا، ثُمَّ اسجُدْ حتَّى تطمئِنَّ ساجِدًا، ثُمَّ ارفَعْ حتَّى تطمئِنَّ جالِسًا، وافعَلْ ذلك في صلاتِك كُلِّها)) [85] أخرجه البخاري (757) واللفظ له، ومسلم (397). .
2- عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه ((أنَّ أصحابَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانوا يَكونونَ مُجتَمِعينَ فتَستَقبلُهمُ الشَّجَرةُ، فتَنطَلِقُ طائِفةٌ مِنهم عن يَمينِها، وطائِفةٌ عن شِمالِها، فإذا التَقَوا سَلَّمَ بَعضُهم على بَعضٍ)) [86] أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (1011). صَحَّح إسنادَه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (773). .
وفي رِوايةٍ: ((كُنَّا إذا كُنَّا مَعَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فتُفرِّقُ بينَنا الشَّجَرةُ، فإذا التَقينا يُسَلِّمُ بَعضُنا على بَعضٍ)) [87] أخرجها الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (7987) قال الألباني في ((صحيح الترغيب)) (2706): حسن صحيح، وصَحَّح إسنادَها شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سير أعلام النبلاء)) (13/20)، وحَسَّنها المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/369)، والهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (8/37)، وابن حجر في ((التلخيص الحبير)) (4/1423). .

انظر أيضا: