موسوعة الآداب الشرعية

ثالثَ عشرَ: ردُّ السَّلامِ معَ الزِّيادةِ في الرَّدِّ على سَلامِ المُبتَدِئِ


يَجِبُ رَدُّ السَّلامِ [152] وتقدَّم بيانُه في حكمِ السلامِ. ومِن السُّنَّةِ أن يَزيدَ المُسَلَّمُ عليه في الرَّدِّ على سَلامِ المُبتَدِئِ، فإذا قال المُسَلِّمُ: "السَّلامُ عليكُم"، زاد المُجيبُ: "ورَحمةُ اللهِ"، وإذا قال المُسَلِّمُ: "السَّلامُ عليكُم ورَحمةُ اللهِ"، زاد المُجيبُ: "وبَرَكاتُه".
الدليلُ على ذلك مِنَ الكِتابِ والسُّنَّةِ والآثارِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
قال تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا [النساء: 86] .
فأمَرَ تعالى المُؤمِنينَ إذا حُيُّوا بأيِّ تَحيَّةٍ كانت، أن يَرُدُّوها بأحسَنَ مِنها لفظًا وبشاشةً، أو مِثلِها في ذلك [153] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 191). . فإذا قال المُبتَدِئُ: السَّلامُ عليكُم، قال المُجيبُ: وعليكُمُ السَّلامُ ورَحمةُ اللهِ [154] يُنظر: ((فتح القدير)) للشوكاني (1/ 569). .
فالمَطلوبُ مِنَ المُسَلَّمِ عليه أن يَرُدَّ التَّحيَّةَ بالأكمَلِ والأفضَلِ؛ لذا قدَّمَ: بِأَحْسَنَ مِنْهَا على: أَوْ رُدُّوهَا؛ لأنَّه أكمَلُ وأفضَلُ [155] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/40). .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
عَن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((خَلق اللهُ آدَمَ وطولُه سِتُّونَ ذِراعًا، ثُمَّ قال: اذهَبْ فسَلِّمْ على أولئِك مِنَ المَلائِكةِ، فاستَمِعْ ما يُحيُّونَك، تَحيَّتُك وتَحيَّةُ ذُرِّيَّتِك، فقال: السَّلامُ عليكُم، فقالوا: السَّلامُ عليك ورَحمةُ اللهِ، فزادوه: ورَحمةُ اللهِ، فكُلُّ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ على صورةِ آدَمَ، فلم يَزَلِ الخَلقُ يَنقُصُ حتَّى الآنَ)) [156] أخرجه البخاري (3326) واللفظ له، ومسلم (2841). .
ج- مِنَ الآثارِ
عَن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (كُنتُ رَديفَ أبي بَكرٍ، فيَمُرُّ على القَومِ فيَقولُ: السَّلامُ عليكُم، فيَقولونَ: السَّلامُ عليكُم ورَحمةُ اللهِ، ويَقولُ: السَّلامُ عليكُم ورَحمةُ اللهِ، فيَقولونَ: السَّلامُ عليكُم ورَحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه، فقال أبو بَكرٍ: فضَلَنا النَّاسُ اليَومَ بزيادةٍ كثيرةٍ!) [157] أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (987). صَحَّح إسنادَه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (758). .

انظر أيضا: