موسوعة الآداب الشرعية

سادسًا: الوفاءُ معهم


مِنَ الأدَبِ مَعَ العُلَماءِ: الوَفاءُ مَعَهم، وحِفظُ الجَميلِ لهم، والاعتِرافُ بفَضلِهم، وإنَّما يَعرِفُ الفَضلَ لأهلِ الفَضلِ ذو الفَضلِ [933] يُنظر: ((الجامع لأخلاق الراوي)) للخطيب البغدادي (1/ 191)، ((تذكرة السامع والمتكلم)) لابن جماعة (ص: 99). قال الماوَرْديُّ: (اعلَمْ أنَّ للمُتَعَلِّمِ تَمَلُّقًا وتَذَلُّلًا، فإنِ استَعمَلَهما غَنِم، وإن تَركَهما حُرِم؛ لأنَّ التَّمَلُّقَ للعالِمِ يُظهِرُ مَكنونَ عِلمِه، والتَّذَلُّلَ له سَبَبٌ لإدامةِ صَبرِه، وبإظهارِ مَكنونِه تَكونُ الفائِدةُ، وباستِدامةِ صَبرِه يَكونُ الإكثارُ... ثُمَّ ليَعرِفْ له فَضلَ عِلمِه، وليَشكُرْ له جَميلَ فِعلِه، ولا يَمنَعْه مِن ذلك عُلُوُّ مُنزِلَتِه إن كانت له، وإن كان العالمُ خامِلًا؛ فإنَّ العُلَماءَ بعِلمِهم قدِ استَحَقُّوا التَّعظيمَ لا بالقُدرةِ والمالِ). ((أدب الدنيا والدين)) (ص: 67، 68). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ الآثارِ:
1- عن عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه، قال: (لا يَعرِفُ فَضلَ أهلِ العِلمِ إلَّا أهلُ الفَضلِ) [934] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 67). .
فائدةٌ:
عن أبي بَكرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ الأُدْفُويِّ النَّحويِّ، قال: (إذا تَعَلَّمَ الإنسانُ مِنَ العالِمِ، واستَفادَ مِنه الفوائِدَ فهو له عَبدٌ؛ قال اللهُ تعالى: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ [الكهف: 60] ، وهو يوشَعُ بنُ نُونٍ، ولَم يَكُنْ مَملوكًا له، وإنَّما كان مُتَلمذًا له، مُتَّبِعًا له؛ فجَعَلَه اللهُ فتاهَ لذلك) [935] ((الفقيه والمتفقه)) للخطيب البغدادي (2/ 197). قال ابنُ الجَوزيِّ: (فأمَّا فتاه فهو يوشَعُ بنُ نُونٍ مِن غَيرِ خِلافٍ، وإنَّما سُمِّيَ فتاهَ؛ لأنَّه كان يُلازِمُه، ويَأخُذُ عَنه العِلمَ، ويَخدُمُه). ((زاد المسير)) (3/ 95). .

انظر أيضا: