موسوعة الآداب الشرعية

ثالثَ عشرَ: إعلانُ النِّكاحِ


يُستَحَبُّ إعلانُ النِّكاحِ بالضَّربِ بالدُّفِّ للنِّساءِ والغِناءِ المُباحِ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن أبي بَلْجٍ، قال: قُلتُ لمُحَمَّدِ بنِ حاطِبٍ: إنِّي قد تَزَوَّجتُ امرَأتَينِ، لَم يُضرَبْ عليَّ بدُفٍّ، قال: بئسَما صَنَعتَ! قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ فَصلَ ما بَينَ الحَلالِ والحَرامِ الصَّوتُ، يَعني الضَّربَ بالدُّفِّ)) [1262] أخرجه الترمذي (1088)، والنسائي (3369)، وأحمد (18280) واللفظ له. حَسَّنه الترمذي، والألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (3369)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح السنة)) (2266)، صحَّح إسناده الحاكم في ((المستدرك)) (2750)، وقال ابن الملقن في ((شرح البخاري)) (24/453): على شرطِ الصَّحيحِ. .
2- عن خالِدِ بنِ ذَكوانَ، عن الرُّبَيِّعِ بنتِ مُعَوِّذٍ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَخَلَ عليها غَداةَ بُنيَ عليها، وجُويرياتٌ يَضرِبنَ بالدُّفِّ، يَندُبنَ مَن قُتلَ مِن آبائِهنَّ يومَ بَدرٍ، حتَّى قالت جاريةٌ: وفينا نَبيٌّ يعلَمُ ما في غَدٍ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَقولي هَكذا، وقُولي ما كُنتِ تَقولينَ)) [1263] أخرجه البخاري (4001). .
3- عن عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها، قالت: ((كانت عِندَنا يَتيمةٌ مِنَ الأنصارِ، فزَوَّجناها رَجُلًا مِنَ الأنصارِ، فكُنتُ فيمَن أهداها إلى زَوجِها، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا عائِشةُ، الأنصارُ أُناسٌ فيهم غَزَلٌ، فما قُلتِ؟ قالت: دَعَونا بالبَرَكةِ، ثُمَّ انصَرَفوا قال: أفلا قُلتُم:
أتَيناكُم أتَيناكُم فحَيُّونا نُحَيِّيكُم
ولَولا الذَّهَبُ الأحمَرُ ما حَلَّت بواديكُم
ولَولا الحَبَّةُ السَّمراءُ لَم تَسمَنْ عَذاريكُم))
[1264] أخرجه الخلال في ((الأمر بالمعروف)) (ص 68). حَسَّنه الألباني في ((تحريم آلات الطرب)) (133).  وأخرجه ابن ماجه (1900)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (3321) مِن حَديثِ عبدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما، ولَفظُ ابنِ ماجهْ: ((أنكَحَت عائِشةُ ذاتَ قَرابةٍ لَها مِنَ الأنصارِ. فجاءَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: أهدَيتُمُ الفتاةَ؟ قالوا: نَعَم. قال: أرسَلتُم مَعَها مَن يُغنِّي؟ قالت: لا. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ الأنصارَ قَومٌ فيهم غَزَلٌ، فلَو بَعَثتُم مَعَها مَن يَقولُ: أتَيناكُم أتَيناكُم، فحَيَّانا وحَيَّاكُم)). حَسَّنه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (1900)، وحَسَّنه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح مشكل الآثار)) (3321). .
3- عن عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها ((أنَّها زَفَّتِ امرَأةً إلى رَجُلٍ مِنَ الأنصارِ، فقال نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا عائِشةُ، ما كان مَعَكُم لَهوٌ؟ فإنَّ الأنصارَ يُعجِبُهمُ اللَّهوُ)) [1265] أخرجه البخاري (5162). .
قال ابنُ الجَوزيِّ: (الإشارةُ باللَّهوِ إلى الإنشادِ الذي يَستَعمِلونَه في العُرسِ) [1266] ((كشف المشكل)) (4/ 387). .
وقال المظهَريُّ: (وهذا رُخصةٌ في اللَّهوِ عِندَ العُرسِ، والمُرادُ باللَّهوِ: ضَربُ الدُّفِّ وقِراءةُ شِعرٍ ليس فيه إثمٌ) [1267] ((المفاتيح في شرح المصابيح)) (4/ 35). .

انظر أيضا: