موسوعة الآداب الشرعية

فوائِدُ ومَسائِلُ مُتَفَرِّقةٌ


1-قال اللهُ تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ الطلاق: 1. قَولُه: وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ تحذيرٌ مِن التَّساهُلِ في أحكامِ الطَّلاقِ والعِدَّةِ، ذلك أنَّ أهلَ الجاهليَّةِ لم يَكونوا يُقيمونَ للنِّساءِ وَزنًا، وكان قَرابةُ المُطَلَّقاتِ قَلَّما يُدافِعونَ عَنهنَّ، فتناسى النَّاسُ تلك الحُقوقَ وغَمِصوها ((التحرير والتنوير)) لابن عاشور (28/ 298). .
2-في قَولِه تعالى: وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ أنَّ مسائلَ الطَّلاقِ يَجِبُ على الإنسانِ أنْ يَعتنِيَ بها ويَعرِفَها؛ وألَّا يَخرُجَ مِن النِّكاحِ إلَّا بحَسَبِ الحُدودِ الشَّرعيَّةِ يُنظر: ((اللقاء الشهري)) لابن عثيمين (اللقاء رقْم: 29). .
3-في قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا النساء: 19 حَثٌّ للأزواجِ أن يُمسِكوا زَوجاتِهم مَعَ الكَراهيةِ لهنَّ؛ فإنَّ في ذلك خَيرًا كَثيرًا، مِن ذلك امتِثالُ أمرِ اللهِ، وقَبولُ وصيَّتِه التي فيها سَعادةُ الدُّنيا والآخِرةِ، ومِنها أنَّ إجبارَه نَفسَه -مَعَ عَدَمِ مَحَبَّتِه لها- فيه مُجاهدةُ النَّفسِ، والتَّخَلُّقُ بالأخلاقِ الجَميلةِ، ورُبَّما تَزولُ الكَراهيةُ وتَخلُفُها المَحَبَّةُ، كَما هو الواقِعُ، ورُبَّما رُزِقَ مِنها ولدًا صالحًا نَفعَ والدَيه في الدُّنيا والآخِرةِ، وهذا كُلُّه مَعَ الإمكانِ في الإمساكِ وعَدَمِ المَحذورِ يُنظر: ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (ص: 172). .
4- شَكا رَجُلٌ امرَأتَه، فقيل له: هَلَّا طَلَّقتَها، فقال: هيَ حَسناءُ فلا تُفرَكُ لا تُفرَكُ: أي: لا تُبغَضُ، وقيل: الفَركُ مَخصوصٌ ببُغضِ المَرأةِ زَوجَها، يُقالُ: فَرِكَته تَفرَكُه فِركًا: إذا أبغَضَته، فهيَ فَروكٌ. يُنظر: ((الجليس الصالح الكافي)) للمعافى بن زكريا (ص: 577)، ((غريب الحديث)) لابن الجوزي (2/ 190). ، وأُمُّ عيالٍ فلا تُترَكُ ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (5/ 242). وينظر: ((الإشراف في منازل الأشراف)) لابن أبي الدنيا (235)، ((مداراة الناس)) لابن أبي الدنيا (ص: 143)، ((اعتلال القلوب)) للخرائطي (1/ 189)، ((الجليس الصالح الكافي)) للمعافى بن زكريا (ص: 576). .
5- يُروى عن بَعضِ الصَّالحينَ أنَّه أرادَ طَلاقَ امرَأةٍ، فقيل له: ما الذي يَريبُك فيها؟ فقال: العاقِلُ لا يَهتِكُ سِترَ امرَأتِه، فلمَّا طَلَّقَها قيل له: لمَ طَلَّقتَها؟ فقال: ما لي ولامرَأةِ غَيري ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (2/ 56). ؟!
6- طَلَّق رَجُلٌ امرَأتَه، فلمَّا أرادَتِ الارتِحالَ قال لها: اسمَعي وليَسمَعْ مَن حَضَر، إنِّي واللهِ اعتَمَدتُك برَغبةٍ، وعاشَرتُك بمَحَبَّةٍ، ولم أجِدْ مِنك زَلَّةً، ولم يَدخُلْني عنك مَلَّةٌ، ولكِنَّ القَضاءَ كان غالبًا.
فقالتِ المَرأةُ: جُزِيتَ مِن صاحِبٍ ومَصحوبٍ خَيرًا، فما استَقلَلتُ خَيرَك، ولا شَكَوتُ ضَيرَك، ولا تَمَنَّيتُ غَيرَك، ولم أزِدْ إليك إلَّا شَرَهًا، ولم أجِدْ لك في الرِّجالِ شَبَهًا، وليسَ لقَضاءِ اللهِ مَدفَعٌ، ولا مِن حُكمِه علينا مُمتَنَعٌ. ثُمَّ افتَرَقا ينظر: ((درر الحكم)) لأبي منصور الثعالبي (ص: 35، 36)، ((محاضرات الأدباء)) للراغب الأصفهاني (2/ 240)، ((التذكرة الحمدونية)) لابن حمدون (4/ 99، 100). .

انظر أيضا: