موسوعة الآداب الشرعية

ثالثًا: تَبشيرُ المَريضِ وتَطييبُ نَفسِه


ينبغي تَبشيرُ المَريضِ وتَطييبُ نَفسِه، وذِكرُ أجرِ الصَّبرِ على المَرَضِ وفَضلِه.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ والآثارِ:
أ- مِنَ السُّنَّةِ
1- عن أُمِّ العَلاءِ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: ((عادَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا مَريضةٌ، فقال: أبشِري يا أمَّ العَلاءِ، فإنَّ مَرَضَ المُسلمِ يُذهِبُ اللهُ به خَطاياه، كما تُذهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ)) [1419] أخرجه أبو داود (3092) واللفظ له، وعبد بن حميد (1562)، والطبراني (25/141) (340). صَحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (3092)، وحَسَّنه المُنذِري في ((مختصر سنن أبي داود)) (2/360)، وحَسَّن إسنادَه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (3092). .
قال العَينيُّ في فوائِدِ هذا الحَديثِ: (يَنبَغي للعائِدِ أن يُبَشِّرَ المَريضَ بذَهابِ خَطاياه، فإنَّ فيها تَسليةً لقَلبِه، وتَقويةً لجَنانِه) [1420] ((شرح أبي داود)) (6/ 10). .
2- عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما ((أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَخَل على أُمِّ السَّائِبِ أو أمِّ المُسَيَّبِ، فقال: ما لكِ يا أمَّ السَّائِبِ أو يا أمَّ المُسَيَّبِ تُزَفْزِفينَ [1421] أي: تُرعَدينَ. يُنظر: ((مشارق الأنوار)) لعياض (1/ 312)، ((إكمال المعلم)) لعياض (8/ 44). ؟! قالت: الحُمَّى، لا بارَكَ اللَّهُ فيها! فقال: لا تَسُبِّي الحُمَّى؛ فإنَّها تُذهِبُ خَطايا بَني آدَمَ كما يُذهِبُ الكيرُ [1422] الكِيرُ: شَيءٌ يَنفُخُ فيه الحدَّادُ في النَّارِ؛ ليَزولَ خَبَثُ الحديدِ عن الحديدِ. يُنظر: ((المفاتيح في شرح المصابيح)) للمظهري (2/ 398). خَبَثَ الحَديدِ)) [1423] أخرجه مسلم (2575). .
3- عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دَخَل على مَن يَعودُه قال: لا بَأسَ؛ طَهورٌ إن شاءَ اللهُ)) [1424] أخرجه البخاري (3616). .
ب- مِنَ الآثارِ
عن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ سَعيدٍ، عن أبيه قال: (كُنتُ مَعَ سَلمانَ، وعاد مَريضًا في كِندةَ، فلمَّا دَخَل عليه قال: أبشِرْ؛ فإنَّ مَرَضَ المُؤمِنِ يَجعَلُه اللهُ له كَفارَّةً ومُستَعتَبًا [1425] من الاستِعتابِ، وهو طَلَبُ الرِّضا وطَلَبُ إزالةِ العَتبِ، واستَعتَبَ، أي: طلَبَ أن يُعتَبَ، تقولُ: استعتَبتُه فأعتَبَني، أي: استرضَيتُه فأرضاني، وحقيقةُ الإعتابِ: إزالةُ العَتبِ، والمرادُ منه أن يتوبَ فيَطلُبَ رِضاءَ اللهِ سُبحانَه بتوبتِه. يُنظر: ((العين)) للخليل (2/ 76)، ((الميسر في شرح مصابيح السنة)) للتوربشتي (2/ 381)، ((عمدة القاري)) للعيني (23/ 296). ، وإنَّ مَرَضَ الفاجِرِ كالبَعيرِ عَقَله أهلُه ثُمَّ أرسَلوه، فلا يَدري لمَ عُقِل ولم أُرسِلَ) [1426] أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (493). صَحَّحَ إسنادَه الألباني في ((صحيح الأدَب المُفرِد)) (379). .

انظر أيضا: