موسوعة الآداب الشرعية

أولًا: الاستِرجاعُ عِندَ مَوتِ المَيِّتِ


يُسَنُّ الاستِرجاعُ [1514] الاستِرجاعُ: هو قَولُ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ. عِندَ وفاةِ أحَدٍ مِنَ الأهلِ أوِ الأقارِبِ أو غَيرِهم والدعاءُ بما ورد.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ الكِتابِ والسُّنَّةِ:
أ- من الكتاب
قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [1515] قال البخاريُّ في كِتابِ الجَنائِزِ مِن ((صحيحِه)): (بابُ الصَّبرِ عِندَ الصَّدمةِ الأولى. وقال عُمَرُ رضِيَ اللهُ عنه: نِعمَ العِدلانِ، ونِعمَ العِلاوةُ: الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة: 156-157] ، وقَوله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ [البقرة: 45] ). ((صحيح البخاري)) (2/ 83). قال ابنُ حَجَرٍ في أثرِ عمرَ: (قَولُه: "العِدْلانِ" بكَسرِ المُهمَلةِ، أي: المِثلانِ، وقَولُه: "العِلاوةُ" بكَسرِها أيضًا، أي: ما يُعَلَّقُ على البَعيرِ بَعدَ تَمامِ الحَملِ، وهذا الأثَرُ وَصَله الحاكِمُ في المستدرَكِ مِن طَريقِ جَريرٍ عن مَنصورٍ عن مُجاهدٍ عن سَعيدِ بنِ المُسَيِّبِ عن عُمَرَ، كَما ساقَه المُصَنِّفُ، وزادَ: أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ نِعمَ العِدلانِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ نِعمَ العِلاوةُ... وظَهَرَ بهذا مُرادُ عُمَرَ بالعِدلينِ وبالعِلاوةِ، وأنَّ العِدلَينِ: الصَّلاةُ والرَّحمةُ، والعِلاوة: الاهتِداءُ، ويُؤَيِّدُه وُقوعُهما بَعدَ "على" المُشعِرةِ بالفوقيَّةِ المُشعِرةِ بالحَملِ. قاله الزَّينُ ابنُ المنيرِ). ((فتح الباري)) (3/ 172). [البقرة: 155 - 157] .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
عن أُمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّها قالت: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((ما مِن مُسلمٍ تُصيبُه مُصيبةٌ، فيَقولُ ما أمَرَه اللَّهُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة: 156] ، اللهُمَّ أْجُرْني [1516] اللهُمَّ أْجُرْني: آجَرَه يُؤجِرُه: إذا أثابَه وأعطاه الأجرَ والجَزاءَ، والأمرُ مِنه: آجِرْني وأْجُرْني، وهو بلفظِ السُّؤالِ أيضًا. يُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثيرِ (6/ 432). في مُصيبَتي، وأخلِفْ لي خَيرًا مِنها، إلَّا أخلَفَ اللهُ له خَيرًا مِنها. قالت: فلمَّا ماتَ أبو سَلَمةَ، قُلتُ: أيُّ المُسلمينَ خَيرٌ مِن أبي سَلَمةَ؟ أوَّلُ بَيتِ هاجَرَ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ إنِّي قُلتُها، فأخلَفَ اللهُ لي رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)) [1517] أخرجه مسلم (918). .
وفي رِوايةٍ: ((ما مِن عَبدٍ تُصيبُه مُصيبةٌ فيَقولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة: 156] ، اللهُمَّ أْجُرْني في مُصيبَتي، وأخلِفْ لي خَيرًا مِنها، إلَّا أجَرَه اللهُ في مُصيبَتِه، وأخلَفَ له خَيرًا مِنها)) [1518] أخرجها مسلم (918). .
وفي رِوايةٍ: ((من أصابته مصيبة فليَقُلْ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، اللَّهُمَّ عِندَك أحتَسِبُ مُصيبَتي، فآجِرْني فيها، وأبدِلْني بها خَيرًا مِنها)) [1519] أخرجها أبو داود (3119)، وأحمد (26697) واللفظ له. صححها ابن حبان في ((صحيحه)) (2949)، والحاكم على شرط مسلم في ((المستدرك)) (2772)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (3119)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (3119). .

انظر أيضا: