موسوعة الآداب الشرعية

سادسًا: التَّواضُعُ للمُعَلِّمِ والشَّيخِ


مِن آكَدِ آدابِ المُتَعَلِّمِ: تَواضُعُه لمُعَلِّمِه وشَيخِه [1015] قال النَّوويُّ: (يَنبَغي أن يَتَواضَعَ لمُعَلِّمِه ويَتَأدَّبَ مَعَه وإن كان أصغَرَ مِنه سِنًّا، وأقَلَّ شُهرةً ونَسَبًا وصَلاحًا وغَيرَ ذلك، ويَتَواضَعَ للعِلمِ؛ فبتَواضُعِه يُدرِكُه، وقد قالوا: العِلمُ حَربٌ للفتى المُتَعالي ... كالسَّيلِ حَربٌ للمَكانِ العالي، ويَنبَغي أن يَنقادَ لمُعَلِّمِه ويُشاوِرَه في أُمورِه ويَقبَلَ قَولَه، كالمَريضِ العاقِلِ يَقبَلُ قَولَ الطَّبيبِ النَّاصِحِ الحاذِقِ، وهذا أَولى). ((التبيان في آداب حملة القرآن)) (ص: 46، 47). ويُنظر: ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (2/ 259). .
مِن أقوالِ السَّلفِ وقصصِهم في التَّواضعِ للمعلِّمِ
1- عَنِ الشَّافِعيِّ، قال: (لا يَطلُبُ هذا العِلمَ أحَدٌ بالمُلكِ وعِزِّ النَّفسِ فيُفلِحَ، ولَكِنْ مَن طَلَبه بذِلَّةِ النَّفسِ وضِيقِ العَيشِ وخِدمةِ العِلمِ وتَواضُعِ النَّفسِ، أفلَحَ) [1016] ((مناقب الشافعي)) للبيهقي (2/ 141). ويُنظر: ((شعب الإيمان)) للبيهقي (3/ 244)، ((الفقيه والمتفقه)) للخطيب البغدادي (2/ 184)، ((جامع بيان العلم وفضله)) لابن عبد البر (1/ 412). .
2- عن إدريسَ بنِ عَبدِ الكَريمِ، قال: (قال لي سَلَمةُ بنُ عاصِمٍ: أُريدُ أن أسمَعَ كِتابَ العدَدِ مِن خَلَفٍ، فقُلتُ لخَلَفٍ: قال: فليَجِئْ، فلَمَّا دَخَلَ رَفعَه لأن يَجلِسَ في الصَّدرِ، فأبى، وقال: لا أجلِسُ إلَّا بَينَ يَدَيك، وقال: هذا حَقُّ التَّعليمِ، فقال له خَلَفٌ: جاءَني أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ يَسمَعُ حَديثَ أبي عَوانةَ، فاجتَهَدتُ أن أرفعَه، فأبى وقال: لا أجلِسُ إلَّا بَينَ يَدَيك، أُمِرْنا أن نَتَواضَعَ لِمَن نَتَعَلَّمُ مِنه) [1017] ((الجامع لأخلاق الراوي)) للخطيب البغدادي (1/ 198). .
3- عن حَجَّاجٍ، قال: (كان عَمرُو بنُ قَيسٍ المُلائيُّ إذا بَلَغَه الحَديثُ عَنِ الرَّجُلِ، فأرادَ أن يَسمَعَه، أتاه حَتَّى يَجلِسَ بَينَ يَدَيه ويَخفِضَ جَناحَه، ويَقولَ: عَلِّمْني رَحِمَك اللهُ مِمَّا عَلَّمَك اللهُ) [1018] ((الجامع لأخلاق الراوي)) للخطيب البغدادي (1/ 210). .
4- قال عَبدُ اللهِ بنُ المُعتَزِّ: (المُتَواضِعُ في طُلَّابِ العِلمِ أكثَرُهم عِلمًا، كما أنَّ المَكانَ المُنخَفِضَ أكثَرُ البقاعِ ماءً) [1019] ((الجامع لأخلاق الراوي)) للخطيب البغدادي (1/ 198). .

انظر أيضا: