موسوعة الآداب الشرعية

ثالثًا: الرِّفقُ واللُّطفُ والرَّحمةُ والشَّفَقةُ


مِن أدَبِ النَّصيحةِ: أن تَكونَ برِفقٍ ولُطفٍ ورَحمةٍ وشَفَقةٍ [2059] قال الغَزاليُّ: (... أمَّا ما عَلِمتَ أنَّه يَعلَمُه مِن نَفسِه فإنَّما هو مَقهورٌ عليه مِن طَبعِه، فلا يَنبَغي أن يُكشَفَ فيه سِترُه إن كان يُخفيه، وإن كان يُظهِرُه فلا بُدَّ مِنَ التَّلطُّفِ في النُّصحِ بالتَّعريضِ مَرَّةً، وبالتَّصريحِ أُخرى، إلى حَدٍّ لا يُؤَدِّي إلى الإيحاشِ، فإن عَلِمتَ أنَّ النُّصحَ غَيرُ مُؤَثِّرٍ فيه وأنَّه مُضطَرٌّ مِن طَبعِه إلى الإصرارِ عليه، فالسُّكوتُ عنه أولى، وهذا كُلُّه فيما يَتَعَلَّقُ بمَصالحِ أخيك في دينِه أو دُنياه، أمَّا ما يَتَعَلَّقُ بتَقصيرِه في حَقِّك فالواجِبُ فيه الاحتِمالُ والعَفوُ والصَّفحُ والتَّعامي عنه، والتَّعَرُّضُ لذلك ليسَ مِنَ النُّصحِ في شَيءٍ، نَعَم إن كان بحَيثُ يُؤَدِّي استِمرارُه عليه إلى القَطيعةِ فالعِتابُ في السِّرِّ خَيرٌ مِنَ القَطيعةِ، والتَّعريضُ به خَيرٌ مِنَ التَّصريحِ، والمُكاتَبةُ خَيرٌ مِنَ المُشافَهةِ، والاحتِمالُ خَيرٌ مِنَ الكُلِّ؛ إذ يَنبَغي أن يَكونَ قَصدُك مِن أخيك إصلاحَ نَفسِك بمُراعاتِك إيَّاه، وقيامِك بحَقِّه، واحتِمالِك تَقصيرَه، لا الاستِعانةَ به والاستِرفاقَ مِنه). ((إحياء علوم الدين)) (2/183). .

انظر أيضا: