موسوعة الآداب الشرعية

رابعًا: الالتِجاءُ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ وسُؤالُه الإعانةَ والتَّوفيقَ


مِن أهَمِّ الآدابِ التي يَنبَغي أن يُراعيَها المُفتي ليُوفَّقَ للصَّوابِ، ويَفتَحَ اللهُ عليه بالجَوابِ: أنْ يلجأَ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ ويسألَه الإعانةَ والتَّوفيقَ.
فائدةٌ:
قال ابنُ القَيِّمِ: (يَنبَغي للمُفتي الموفَّقِ إذا نَزَلَت به المَسألةُ أن يَنبَعِثَ مِن قَلبِه الافتِقارُ الحَقيقيُّ الحاليُّ لا العِلميُّ المُجَرَّدُ، إلى مُلهِمِ الصَّوابِ، ومُعَلِّمِ الخَيرِ، وهادي القُلوبِ، أن يُلهِمَه الصَّوابَ، ويَفتَحَ له طَريقَ السَّدادِ، ويَدُلَّه على حُكمِه الَّذي شَرَعَه لعِبادِه في هذه المَسألةِ. فمَتى قَرَعَ هذا البابَ فقد قَرَعَ بابَ التَّوفيقِ، وما أجدَرَ مَن أمَّلَ فَضلَ رَبِّه ألَّا يَحرِمَه إيَّاه. فإذا وجَدَ مِن قَلبِه هذه الهمَّةَ فهيَ طَلائِعُ بُشرى التَّوفيقِ، فعليه أن يوجِّهَ وَجهَه ويُحَدِّقَ نَظَرَه إلى مَنبَعِ الهدى، ومَعدِنِ الصَّوابِ، ومَطلَعِ الرُّشدِ؛ وهو النُّصوصُ مِنَ القُرآنِ والسُّنَّةِ وآثارِ الصَّحابةِ، فيَستَفرِغُ وُسعَه في تَعَرُّفِ حُكمِ تلك النَّازِلةِ منها، فإن ظَفِر بذلك أخبَرَ به، وإنِ اشتَبَهَ عليه بادَرَ إلى التَّوبةِ والاستِغفارِ والإكثارِ مِن ذِكرِ اللهِ) [2414] ((إعلام الموقعين)) (5/ 33). .

انظر أيضا: