موسوعة الآداب الشرعية

تاسعًا: الذِّكرُ إذا استَيقَظَ ليلًا وأرادَ معاودةَ النَّومِ


مِن السُّنَّةِ إذا استَيْقظَ مِن الليلِ أن يَقولَ: (لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَه لا شَريكَ له، له المُلكُ وله الحَمدُ، وهو على كُلِّ شَيءٍ قديرٌ، الحَمدُ للَّهِ، وسُبحانَ اللَّهِ، ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكبَرُ، ولا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ).
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عن عُبادةَ بنِ الصَّامِتِ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((مَن تَعارَّ [99] قال التُّورِبِشتيُّ: (تَعارَّ يتعارُّ يُستَعمَلُ في انتِباهٍ مَعَه صَوتٌ، يُقالُ: تَعارَّ الرَّجُلُ: إذا هَبَّ مِن نَومِه مَعَ صَوتٍ، ويُحتَمَلُ أنَّه أُخِذ مِن عِرارِ الظَّليمِ، وهو صَوتُه، يُقالُ: عارَّ الظَّليمُ يُعارُّ، ويَقولُ بَعضُهم: عرَّ الظَّليمُ يَعِرُّ عِرارًا، كَما قالوا: زَمَرَ النَّعامُ يَزمِرُ زِمَارًا. وأرى استِعمالَ هذا اللَّفظِ في هذا المَوضِعِ دونَ الهبوبِ والانتِباهِ والاستيقاظِ وما في مَعناه لزيادةِ مَعنًى، وهو أرادَ أن يُخبرَ بأنَّ مَن هَبَّ مِن نَومِه ذاكِرًا للهِ تعالى مَعَ الهبوبِ فسَأل اللهَ خَيرًا أعطاه إيَّاه. فأوجَزَ في اللَّفظِ وأعرَضَ في المَعنى، فأتى مِن جَوامِعِ الكَلمِ التي أوتيَها بقَولِه: «تَعارَّ» ليَدُلَّ على المَعنَيَينِ، وأراه مِثلَ قَولِه سُبحانَه يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا [الإسراء: 107] ؛ فإنَّ مَعنى خَرَّ: سَقَطَ على اجتِماعِ أمرَينِ: السُّقوطِ، وحُصولِ الصَّوتِ مِنهم بالتَّسبيحِ، وكذلك في قَولِه: «تَعارَّ» تَنبيهٌ على الجَمعِ بَينَ الانتِباهِ والذِّكرِ، وإنَّما يوجَدُ ذلك عِندَ مَن تَعوَّد الذِّكرَ فاستَأنَسَ به وغَلبَ عليه حتَّى صارَ حَديثَ نَفسِه في نَومِه ويَقَظَتِه، وللَّهِ قائِلُه: يَهيمُ فُؤادي ما حَيِيتُ بذِكرِها ولو أنَّني أرمِمتُ أنَّ به الصَّدى واللَّهَ أعلمُ بالصَّوابِ). ((الميسر في شرح مصابيح السنة)) (1/ 311). مِنَ اللَّيلِ، فقال: لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَه لا شَريكَ له، له المُلكُ وله الحَمدُ، وهو على كُلِّ شَيءٍ قديرٌ، الحَمدُ للَّهِ، وسُبحانَ اللَّهِ، ولا إلهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّه أكبَرُ، ولا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، ثُمَّ قال: اللهُمَّ اغفِرْ لي، أو دَعا، استُجيبَ له، فإن تَوضَّأ وصَلَّى قُبِلَت صَلاتُه)) [100] أخرجه البخاري (1154). .

انظر أيضا: