موسوعة الآداب الشرعية

ثالثًا: التَّسَوُّكُ


يُستَحَبُّ للمُسلمِ أن يَستاكَ إذا قامَ مِنَ النَّومِ، ولا سيَّما إن أرادَ الوُضوءَ والصَّلاةَ مِنَ اللَّيلِ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن حُذَيفةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قامَ مِنَ اللَّيلِ يَشوصُ [251] الشَّوصُ: دَلكُ الأسنانِ عَرضًا بالسِّواكِ وبالإصبَعِ ونَحوِهما. يُنظر: ((أعلام الحديث)) للخطابي (1/ 293). فاهُ بالسِّواكِ)) [252] أخرجه البخاري (245) واللَّفظُ له، ومسلم (255). .
وفي رِوايةٍ: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قامَ ليَتَهَجَّدَ يَشوصُ فاهُ بالسِّواكِ)) [253] أخرجها مسلم (255). .
2- عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((بِتُّ في بَيتِ مَيمونةَ ليلةً، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِندَها؛ لأنظُرَ كَيف صَلاةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم باللَّيلِ، فتَحَدَّثَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَعَ أهلِه ساعةً ثُمَّ رَقدَ، فلمَّا كان ثُلُثُ اللَّيلِ الآخِرُ، أو بَعضُه، قَعَدَ فنَظَرَ إلى السَّماءِ فقَرَأ: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إلى قَولِه: لِأُولِي الْأَلْبَابِ [آل عمران: 190] ، ثُمَّ قامَ فتَوضَّأ واستَنَّ [254] استَنَّ: أي: استاكَ، والاستِنانُ: استِعمالُ السِّواكِ، وهو افتِعالٌ مِنَ الأسنانِ: أي يُمِرُّه عليها. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (2/ 411). ، ثُمَّ صَلَّى إحدى عَشرةَ رَكعةً، ثُمَّ أذَّنَ بِلالٌ بالصَّلاةِ، فصَلَّى رَكعَتَينِ، ثُمَّ خَرَجَ فصَلَّى للنَّاسِ الصُّبحَ)) [255] أخرجه البخاري (7452) واللَّفظُ له، ومسلم (763). .
3- عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ الأنصاريِّ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا قامَ أحَدُكُم يُصَلِّي مِنَ اللَّيلِ فليَستَكْ؛ فإنَّ أحَدَكُم إذا قَرَأ في صَلاةٍ وَضَع مَلَكٌ فاه على فيه، فلا يَخرُجُ مِن فيه شَيءٌ إلَّا دَخَل فَمَ المَلَكِ)) [256] أخرجه تمام في ((الفوائد)) (935) مختصرًا باختلافٍ يسيرٍ، وأبو نعيم كما في ((البدر المنير)) لابن الملقن (2/22)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (2117) واللفظُ له. صحَّحه الألباني في ((صحيح الجامع)) (720)، ووثَّق رجالَه ابنُ دقيق العيد في ((الإمام)) (1/372). .

انظر أيضا: