موسوعة الآداب الشرعية

ثانيًا: كَفُّ الأذى


مِن آدابِ الطَّريقِ: كَفُّ الأذى [767] ويَدخُلُ تَحتَ الأذى أشياءُ كَثيرةٌ؛ مِنها: تَضييقُ الطَّريقِ على النَّاسِ، والتَّرَصُّدُ لعَوراتِهم وما يَجرَحُهم، وإيذاؤُهم، وإزعاجُهم، وإدخالُ الخَوفِ عَليهم بإطلاقِ الكِلابِ ونَحوِها، وإلقاءِ القاذوراتِ والمُؤذياتِ على الطَّريقِ... .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إيَّاكُم والجُلوسَ بالطُّرُقاتِ، فقالوا: يا رَسولَ اللهِ، ما لنا مِن مَجالِسِنا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فيها، فقال: إذ أبَيتُم إلَّا المَجلِسَ فأعطُوا الطَّريقَ حَقَّه. قالوا: وما حَقُّ الطَّريقِ يا رَسولَ اللهِ؟ قال: غَضُّ البَصَرِ، وكَفُّ الأذى، ورَدُّ السَّلامِ، والأمرُ بالمَعروفِ، والنَّهيُ عنِ المُنكَرِ)) [768] أخرجه البخاري (6229) واللَّفظُ له، ومسلم (2121). .
قال عياضٌ: (أمَّا قَولُه: «وكَفُّ الأذى»: فيُحتَمَلُ أن يَكُفَّ أذى النَّاسِ بَعضِهم عن بَعضٍ، وهو مِن نَحوِ قَولِه: «والأمرُ بالمَعروفِ والنَّهيُ عنِ المُنكَرِ»، وقد يَكونُ أن تَكُفَّ أذاك عنِ المارِّ فيه، بألَّا تَجلِسَ حَيثُ يَضيقُ عليه الطَّريقُ، أو مَن يَتَأذَّى بجُلوسِك على بابِ مَنزِلِه، أو طَريقِ وارِدَتِه، أو حَيثُ يَكشِفُ عيالَه، أو ما يُريدُ التَّسَتُّرَ به مِن حالِه) [769] ((إكمال المعلم)) (7/ 44). .
2- عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أيُّ الأعمالِ أفضَلُ؟ قال: الإيمانُ باللهِ والجِهادُ في سَبيلِه. قال: قُلتُ: أيُّ الرِّقابِ أفضَلُ؟ قال: أنفَسُها عِندَ أهلِها وأكثَرُها ثَمَنًا. قال: قُلتُ: فإنْ لم أفعَلْ؟ قال: تُعينُ صانِعًا أو تَصنَعُ لأخرَقَ. قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أرَأيتَ إن ضَعُفتُ عن بَعضِ العَمَلِ؟ قال: تَكُفُّ شَرَّك عنِ النَّاسِ؛ فإنَّها صَدَقةٌ مِنك على نَفسِك)) [770] أخرجه البخاري (2518)، ومسلم (84) واللفظ له. .

انظر أيضا: