موسوعة الآداب الشرعية

سابعًا: التَّجَمُّلُ للوُفودِ والجُمُعةِ والعيدينِ


يُسَنُّ التَّجَمُّلُ للوَفدِ وللجُمُعةِ والعيدينِ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ والآثارِ:
أ- مِن السُّنَّةِ
1- عن عَبدِ اللَّهِ مَولى أسماءَ، قال: ((أخرَجَت إليَّ أسماءُ جُبَّةً مِن طَيالِسةٍ [933] طَيالِسةٌ: هيَ نَوعٌ مِنَ الثِّيابِ لها عَلَمٌ. يُنظر: ((سبل الهدى والرشاد)) للصالحي (7/ 299). عليها لَبِنةٌ شِبرٌ مِن دِيباجٍ، وإنَّ فَرجَيها مَكفوفانِ به [934] اللَّبِنةُ: رُقعةٌ في جَيبِ القَميصِ. فَرجَيها: أي: شِقَّيها -شِقٌّ مِن خَلفٍ، وشِقٌّ مِن قُدَّامٍ-. مَكفوفانِ: أي: مَخيطانِ. يُنظر: ((شرح مسلم)) للنووي (14/44)، ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (7/2769). ، فقالت: هذه جُبَّةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كان يَلبَسُها للوُفودِ، ويَومَ الجُمُعةِ)) [935] أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (348). حسَّنه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (266). وأصلُه في صحيح مسلم (2069) عن عَبدِ اللَّهِ مَولى أسماءَ بنتِ أبي بَكرٍ، قال: ((أرسَلَتني أسماءُ ... فرَجَعتُ إلى أسماءَ فخَبَّرْتُها، فقالت: هذه جُبَّةُ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأخرجَت إليَّ جُبَّةَ طَيالِسةٍ كِسرَوانيَّةٍ، لها لَبِنةُ دِيباجٍ، وفرجَيها مَكفوفينِ بالدِّيباجِ، فقالت: هذه كانت عِندَ عائِشةَ حتَّى قُبضَت، فلمَّا قُبضَت قَبَضتُها، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَلبَسُها ...)). .
وَجهُ الدَّلالةِ:
قَولُها: (كان يَلبَسُها للوُفودِ، ويَومَ الجُمُعةِ) فيه التَّجَمُّلُ بالزِّينةِ للوافِدِ وللجُمُعةِ [936] ((سبل السلام)) للصنعاني (1/463). .
2- أنَّ عُمرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه: ((رأى عُطَاردًا التَّميميَّ يَبيعُ حُلَّةً مِن دِيباجٍ، فأتى رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: يا رسولَ الله، إنِّي رأيت عطاردًا يَبيعُ حُلَّةً من دِيباج، فلو اشتريتها فلبستَها للوفودِ وللعيدِ وللجُمُعة؟ فقال: إنَّما يَلْبَسُ الحريرَ مَن لا خَلاقَ له)) [937] رواه البخاري (6081)، ومسلم (2068).
وَجْهُ الدَّلالَةِ:
أنَّ الحديثَ يدلُّ على أنَّ التجمُّلَ للعيدِ كان أمرًا معتادًا بينهم [938] ((فتح الباري)) لابن رجب (6/67). .
ب- مِن الآثارِ
عن نافعٍ: (أنَّ ابنَ عُمرَ كان يَلبَسُ في العيدينِ أحسنَ ثِيابِه) [939] رواه الحارث ابن أبي أسامة كما في ((بغية الباحث)) (207) بنحوه، والبيهقي (3/281) (6363) واللفظ له. صحَّح إسنادَه ابنُ رجب في ((فتح الباري)) (6/68)، وابن حجر في ((فتح الباري)) (2/510). .

انظر أيضا: