موسوعة الآداب الشرعية

ثالثَ عشرَ: الدُّعاءُ لِمَن لَبِس ثوبًا جديدًا


يُسَنُّ أن يدعوَ المرءُ لأخيه إذا رأى عليه ثوبًا جديدًا.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ والآثارِ:
أ- مِنَ السُّنَّةِ:
عن أمِّ خالدٍ بنتِ خالدٍ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: ((أُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثيابٍ فيها خَميصةٌ [985] الخَميصةُ: هيَ ثيابٌ تَكونُ مِن خَزٍّ أو صوفٍ مُعَلَّمةٌ. يُنظر: ((معالم السنن)) للخطابي (4/ 189). سَوداءُ صَغيرةٌ، فقال: مَن تَرَونَ نكسو هذه؟ فسكَتَ القَومُ، قال: ائتُوني بأمِّ خالدٍ، فأُتِيَ بها تُحمَلُ، فأخَذَ الخميصةَ بِيَدِه فألبَسَها وقال: أبلِي وأخْلِقي [986] أبلِي وأخلِقي: هو كَلامٌ مَعروفٌ عِندَ العَرَبِ مَعناه الدُّعاءُ بطُولِ البَقاءِ، يُقالُ: أبْلِ. وأخلِقْه: أي: عِشْ فخَرِّقْ ثيابَك وارقَعْها. وخَلقتُ الثَّوبَ: أي: أخرجتُ باليَه ولفَّقتُه، فقَولُه: ((أبلِي)): أمرُ مُخاطَبةٍ مِنَ الإبلاءِ، وهو جَعلُ الثَّوبِ خَلَقًا، وكذلك و((أخلِقي)): أمرُ مُخاطَبةٍ مِنَ الإخلاقِ، وهو أيضًا بمَعنى الإبلاءِ، وهذا التَّكرارُ دُعاءٌ لها مِن عِندِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في طولِ العُمرِ، كَأنَّه قال لها: عَمَّرَك اللهُ تَعميرًا في حالةِ إلباسِه إيَّاها. يُنظر: ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (5/ 232)، ((المفاتيح في شرح المصابيح)) للمظهري (6/ 122). . وكان فيها علَمٌ أخضَرُ أو أصفَرُ، فقال: يا أمَّ خالدٍ، هذا سَنَاهْ)). وسَنَاهْ بالحَبَشيَّةِ: حَسَنٌ [987] أخرجه البخاري (5823). .
ب- مِنَ الآثارِ:
قال أبو نَضرةَ: (كان أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا لَبِسَ أحَدُهم ثوبًا جديدًا قيل له: تُبلي [988] تُبلي بضَمِّ أوَّلِه، أي: تَستَعمِلُ هذا الثَّوبَ حتَّى يَبلى ويَصيرَ خَلَقًا فتَتَصَدَّقَ به. يُنظر: ((شرح سنن أبي داود)) لابن رسلان (16/ 184). ويُخلِفُ [989] يُخلِفُ اللهُ تعالى، أي: يُبدِلُك اللهُ خَيرًا مِنه ويُعَوِّضُك عنه، يُقالُ: إذا ذَهَبَ للرَّجُلِ ما يَخلُفُه، كَثَوبٍ ومالٍ وولدٍ، قيل: أخلف اللهُ لك وعَليك. وإذا ذَهَبَ عليه ما لا يَخلُفُه غالبًا كالأبِ والأُمِّ قيل: خَلَف اللهُ عليك. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (2/ 66)، ((شرح سنن أبي داود)) لابن رسلان (16/ 184). اللهُ تعالى) [990] أخرجه أبو داود (4020). صحَّح إسنادَه ابنُ حجر في ((فتح الباري)) (10/292)، والشوكاني في ((نيل الأوطار)) (2/96)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح السنة)) (12/42). .

انظر أيضا: