موسوعة الآداب الشرعية

أولًا: الشُّربُ جالِسًا


مِن آدابِ الشُّربِ: الشُّربُ جالِسًا.
الدَّليلُ على ذلك مِن السُّنَّةِ:
1- عن أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ((أنَّه نَهى أن يَشرَبَ الرَّجُلُ قائِمًا)) [1668] أخرجه مسلم (2024). .
2- عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه ((أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى عن الشُّربِ قائِمًا)) [1669] أخرجه مسلم (2025). .
والنَّهيُ في هَذَينِ الحَديثَينِ مَحمولٌ على كَراهةِ التَّنزيهِ [1670] يُنظر: ((شرح مسلم)) للنووي (13/ 195)، ((فتح الباري)) لابن حجر (10/ 84). وقد ثَبَتَ عنِ النَّزَّالِ قال: ((أتى عَليٌّ رَضِيَ اللهُ عنه على بابِ الرَّحَبةِ فشَرِبَ قائِمًا، فقال: إنَّ ناسًا يَكرَهُ أحَدُهم أن يَشرَبَ وهو قائِمٌ، وإنِّي رَأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَعَل كما رَأيتُموني فعَلتُ)). [البخاري (5615)] وعن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((سَقَيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن زَمزَمَ فشَرِبَ وهو قائِمٌ)). [البخاري (1637)، ومسلم (2027)] قال النَّوويُّ: (وأمَّا شُربُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قائِمًا فبَيانٌ للجَوازِ) ((شرح مسلم)) (13/ 195). وقال ابنُ حَجَرٍ: (وسَلَك آخَرونَ في الجَمعِ حَملَ أحاديثِ النَّهيِ على كَراهةِ التَّنزيهِ، وأحاديثِ الجَوازِ على بَيانِه، وهيَ طَريقةُ الخَطَّابيِّ وابنِ بَطَّالٍ في آخَرينَ، وهذا أحسَنُ المَسالِكِ وأسلَمُها وأبعَدُها مِنَ الاعتِراضِ، وقد أشارَ الأثرَمُ إلى ذلك أخيرًا فقال: إن ثَبَتَتِ الكَراهةُ حُمِلَت على الإرشادِ والتَّأديبِ لا على التَّحريمِ، وبذلك جَزَمَ الطَّبَريُّ). ((فتح الباري)) (10/ 84).     .

انظر أيضا: