موسوعة الآداب الشرعية

سبعٌ وعشرون: الإسراعُ بدابَّتِه إذا وقَعَ بَصَرُه على قَريَتِه


يُستَحَبُّ أن يُسرِعَ السَّيرَ إذا وقَعَ بَصَرُه على قَريَتِه.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عن حُمَيدٍ، أنَّه سَمِعَ أنَسًا رَضِيَ اللهُ عنه، يَقولُ: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قدِمَ مِن سَفَرٍ، فأبصَرَ دَرَجاتِ المَدينةِ [2073] جَمعُ دَرَجةٍ، والمُرادُ طُرُقها المُرتَفِعةُ. وفي رِوايةِ بَعضِهم: "دَوحاتِ"، جَمعُ دَوحةٍ، وهيَ الشَّجَرةُ العَظيمةُ. وفي رِوايةٍ: "جُدُراتِ" بضَمِّ الجيمِ والدَّالِ، وهو جَمعُ جُدُرٍ -بضَمَّتَينِ- جَمعُ جِدارٍ، وفي لفظٍ: "جُدرانَ" جَمعُ جِدارٍ. يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (3/ 620). ، أوضَعَ ناقَتَه [2074] أي: حَثَّها على السَّيرِ. والإيضاعُ: ضَربٌ مِنَ السَّيرِ سَريعٌ. يُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (11/ 776). ، وإن كانت دابَّةً حَرَّكَها)). قال حُمَيدٌ: حَرَّكَها مِن حُبِّها [2075] أخرجه البخاري (1802). .
قال ابنُ بَطَّالٍ: (قَولُه: "مِن حُبِّها" يَعني: لأنَّها وطنُه، وفيها أهلُه وولَدُه الذينَ هم أحَبُّ النَّاسِ إليه، وقد جَبَل اللَّهُ النُّفوسَ على حُبِّ الأوطانِ والحَنينِ إليها، وفَعَل ذلك عليه السَّلامُ، وفيه أكرَمُ الأُسوةِ، وأمَر أُمَّتَه بسُرعةِ الرُّجوعِ إلى أهلِهم عِندَ انقِضاءِ أسفارِهم) [2076] ((شرح صحيح البخاري)) (4/ 453). .
وقال ابنُ حَجَرٍ: (في الحَديثِ دَلالةٌ على فَضلِ المَدينةِ، وعلى مَشروعيَّةِ حُبِّ الوطَنِ والحَنينِ إليه) [2077] ((فتح الباري)) (3/ 621). .

انظر أيضا: