موسوعة الآداب الشرعية

أولًا: حُسنُ النِّيَّةِ


يَنبَغي استِحضارُ النِّيَّةِ في طلبِ الرِّزقِ والاكتِسابِ [2163] قال الغَزاليُّ: (إنَّما تَتِمُّ شَفَقةُ التَّاجِرِ على دينِه بمُراعاةِ سَبعةِ أُمورٍ: الأوَّلُ: حُسنُ النِّيَّةِ والعَقيدةِ في ابتِداءِ التِّجارةِ، فليَنوِ بها الاستِعفافَ عنِ السُّؤالِ، وكَفَّ الطَّمَعِ عنِ النَّاسِ استِغناءً بالحَلالِ عنهم، واستِعانةً بما يَكسِبُه على الدِّينِ، وقيامًا بكِفايةِ العيالِ ليَكونَ مِن جُملةِ المُجاهِدينَ به، وليَنوِ النُّصحَ للمُسلِمينَ، وأن يُحِبَّ لسائِرِ الخَلقِ ما يُحِبُّ لنَفسِه، وليَنوِ اتِّباعَ طَريقِ العَدلِ والإحسانِ في مُعامَلتِه، وليَنوِ الأمرَ بالمَعروفِ والنَّهيَ عنِ المُنكَرِ في كُلِّ ما يَراه في السُّوقِ، فإذا أضمَرَ هذه العَقائِدَ والنِّيَّاتِ كان عامِلًا في طَريقِ الآخِرةِ، فإنِ استَفادَ مالًا فهو مَزيدٌ، وإن خَسِرَ في الدُّنيا رَبِحَ في الآخِرةِ. الثَّاني: أن يَقصِدَ القيامَ في صَنعَتِه أو تِجارَتِه بفَرضٍ مِن فُروضِ الكِفاياتِ؛ فإنَّ الصِّناعاتِ والتِّجاراتِ لو تُرِكَت بَطَلتِ المَعايِشُ، وهَلكَ أكثَرُ الخَلقِ، فانتِظامُ أمرِ الكُلِّ بتَعاوُنِ الكُلِّ، وتَكَفُّلِ كُلِّ فريقٍ بعَمَلٍ، ولو أقبَل كُلُّهم على صَنعةٍ واحِدةٍ لتَعَطَّلتِ البَواقي وهَلكوا... ومِنَ الصِّناعاتِ ما هيَ مُهمَّةٌ، ومِنها ما يُستَغنى عنها لرُجوعِها إلى طَلَبِ النِّعَمِ والتَّزَيُّنِ في الدُّنيا؛ فليَشتَغِلْ بصِناعةٍ مُهمَّةٍ ليَكونَ في قيامِه بها كافيًا عنِ المُسلِمينَ مُهِمًّا في الدِّينِ). ((إحياء علوم الدين)) (2/ 83). .

انظر أيضا: