موسوعة الآداب الشرعية

ثالثًا: التَّبكيرُ في طَلَبِ الرِّزقِ


ينبغي التَّبكيرِ في طَلَبِ الرِّزقِ [2171] قال ابنُ القَيِّمِ: (لا رَيبَ أنَّ استِقبالَ الأسفارِ والأفعالِ في أوائِلِ النَّهارِ والشَّهرِ والعامِ لها مَزيَّةٌ...؛ فللأوائِلِ مَزيَّةُ القوَّةِ، وأوَّلُ النَّهارِ والشَّهرِ والعامِ بمَنزِلةِ شَبابِه، وآخِرُه بمَنزِلةِ شَيخوخَتِه، وهذا أمرٌ مَعلومٌ بالتَّجرِبةِ، وحِكمةُ اللهِ تَقتَضيه). ((مفتاح دار السعادة)) (2/216). ؛ لأنَّ وقتَ البُكورِ هو وقتُ النَّشاطِ الجالِبُ للبَرَكةِ [2172] يُنظر: ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (5/124)، ((فتح الباري)) لابن حجر (6/114). .
فوائِدُ ومَسائِلُ:
1- عن طارِقِ بنِ شِهابٍ، قال: (كان عَبدُ اللَّهِ إذا صَلَّى الفجرَ لم يَدَع أحَدًا مِن أهلِه صَغيرًا ولا كَبيرًا يُطرِقُ [2173] أي: يُطرِقُ عَينَه أو رَأسَه لنَومٍ، وأطرَقَ: أي أرخى عَينَيه ينظُرُ إلى الأرضِ. يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (4/ 1515)، ((تاج العروس)) للزبيدي (39/ 388). حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ) [2174] أخرجه ابن أبي شيبة (26909). .
2- عن خَوَّاتِ بنِ جُبَيرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (نَومُ أوَّلِ النَّهارِ خُرقٌ، وأوسَطُه خُلُقٌ، وآخِرُه حُمقٌ) [2175] أخرجه ابن أبي شيبة (27212)، والحاكم (8007)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (4407). صَحَّحَ إسنادَه ابنُ حجر في ((فتح الباري)) (11/72)، والألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (942)، وقال البيهقي في ((الآداب)) (444): مشهور. .
3- قال ابنُ مُفلِحٍ: (رَأى عَبدُ اللَّهِ بنُ عبَّاسٍ ابنًا له نائِمًا نَومةَ الضُّحى، فقال له: قُمْ، أتَنامُ في السَّاعةِ التي تُقَسَّمُ فيها الأرزاقُ؟!
وذلك؛ لأنَّه وَقتُ طَلَبِ الرِّزقِ، والسَّعيِ فيه شَرعًا وعُرفًا عِندَ العُقَلاءِ) [2176] ((الآداب الشرعية)) (3/ 161). .

انظر أيضا: