موسوعة الآداب الشرعية

ثالثا: طِيبُ الكلامِ وحُسنُه


مِن أدبِ الطَّبيبِ مَعَ زملاءِ مهنتِه: طيبُ الكلامِ، وإلانةُ القَولِ [2292] قال ابنُ عبَّاسٍ والحسنُ أيضًا: (لينُ القَولِ مِنَ الأدَبِ الحَسَنِ الجَميلِ، والخُلُقِ الكريمِ، وهو مِمَّا ارتَضاه اللهُ وأحَبَّه). ((جامع البيان)) لابن جرير الطبري (2/ 196). .
الدَّليلُ على ذلك مِن الكتابِ والسُّنَّةِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
1- قال تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا [البقرة: 83] .
قال القُرطُبيُّ: (قَولُه تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا "حُسْنًا": نَصبٌ على المَصدَرِ على المَعنى؛ لأنَّ المَعنى ليَحسُنْ قَولُكُم. وقيل: التَّقديرُ: وقولوا للنَّاسِ قَولًا ذا حُسنٍ، فهو مَصدَرٌ لا على المَعنى... قال أبو العاليةِ: قولوا لهمُ الطَّيِّبَ مِنَ القَولِ، وحاوِروهم بأحسَنِ ما تُحِبُّونَ أن تُحاوَروا به.
وهذا كُلُّه حَضٌّ على مَكارِمِ الأخلاقِ [2293] يُنظر: ((المحرر الوجيز)) لابن عطية (1/ 173). ، فيَنبَغي للإنسانِ أن يَكونَ قَولُه للنَّاسِ ليِّنًا، ووَجهُه مُنبَسِطًا طَلْقًا) [2294] ((الجامع لأحكام القرآن)) (2/ 16). .
2- قال تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا [الإسراء: 53] .
فأمرَ اللهُ المُؤمِنينَ فيما بينَهم بحُسنِ الأدَبِ، وخَفضِ الجَناحِ، وإلانةِ القَولِ، واطِّراحِ نَزَغاتِ الشَّيطانِ [2295] يُنظر: ((المحرر الوجيز)) لابن عطية (3/ 464)، ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (10/ 277). .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
1- عن مَسروقٍ، قال: ((كُنَّا جُلوسًا مَعَ عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو يُحَدِّثُنا، إذ قال: لم يكُنْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاحِشًا ولا مُتَفحِّشًا، وإنَّه كان يَقولُ: إنَّ خيارَكُم أحاسِنُكُم أخلاقًا)) [2296] أخرجه البخاري (6035) واللفظ له، ومسلم (2321).
2- عن أبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنه، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((إنَّ أثقَلَ ما وُضِعَ في ميزانِ المُؤمِنِ يَومَ القيامةِ خُلُقٌ حَسَنٌ، وإنَّ اللَّهَ يُبغِضُ الفاحِشَ البَذيءَ)) [2297] أخرجه من طرق أبو داود (4799)، وأحمد (27555) مختصرًا، والترمذي (2002) واللفظ له. صحَّحه ابن حبان في ((صحيحه)) (481)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (2002)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1041)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (27555)، وقال الترمذي: حسن صحيح. .

انظر أيضا: