موسوعة الآداب الشرعية

سابعًا: عَدَمُ لَعنِه


يَحرُمُ لَعنُ الحيَوانِ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن عِمرانَ بنِ حُصَينٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((بينَما رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَعضِ أسفارِه، وامرَأةٌ مِنَ الأنصارِ على ناقةٍ، فضَجِرَت فلعَنَتها، فسَمِعَ ذلك رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: خُذوا ما عليها ودَعوها؛ فإنَّها مَلعونةٌ. قال عِمرانُ: فكأنِّي أراها الآنَ تَمشي في النَّاسِ، ما يَعرِضُ لها أحَدٌ)) [2659] أخرجه مسلم (2595). .
2- عن أبي بَرزةَ الأسلَميِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((بينَما جاريةٌ على ناقةٍ عليها بَعضُ مَتاعِ القَومِ، إذ بَصُرَت بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَضايَقَ بهمُ الجَبَلُ، فقالت: حَلْ [2660] حَلْ: زَجرٌ للرَّاحِلةِ إذا حَمَلها على السَّيرِ. يُنظر: ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (4/ 443). ، اللَّهُمَّ العَنْها! قال: فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تُصاحِبْنا ناقةٌ عليها لعنةٌ)) [2661] أخرجه مسلم (2596). .
قال النَّوويُّ: (المُرادُ النَّهيُ أن تُصاحِبَهم تلك النَّاقةُ، وليسَ فيه نَهيٌ عن بيعِها وذَبحِها ورُكوبِها في غيرِ صُحبةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، بل كُلُّ ذلك وما سِواه مِنَ التَّصَرُّفاتِ جائِزٌ لا مَنعَ مِنه، إلَّا مِن مُصاحَبَتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بها؛ لأنَّ هذه التَّصَرُّفاتِ كُلَّها كانت جائِزةً، فمُنِعَ بَعضٌ مِنها، فبَقيَ الباقي على ما كان) [2662] ((رياض الصالحين)) (ص: 442). .
3- عن زيدِ بنِ خالدٍ الجُهَنيِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((لعَنَ رَجُلٌ ديكًا صاحَ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تَلعَنْه؛ فإنَّه يَدعو إلى الصَّلاةِ)) [2663] أخرجه أحمد (17034)، والطبراني في ((الدعاء)) (2054)، والبغوي في ((شرح السنة)) (3269). صحَّح إسنادَه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح السنة)) (3269) .
وفي رِوايةٍ: ((لا تَسُبُّوا الدِّيكَ؛ فإنَّه يوقِظُ للصَّلاةِ)) [2664] أخرجه أبو داود (5101)، والطبراني (5/240) (5210) واللفظ لهما، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (5173) باختلافٍ يسيرٍ. صحَّحه ابنُ القيم في ((زاد المعاد)) (2/431)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (5101)، وصحَّح إسنادَه النووي في ((الأذكار)) (451). والحَديثُ رويَ بلفظ: ((لا تَسُبُّوا الدِّيكَ؛ فإنَّه يَدعو إلى الصَّلاةِ)). أخرجه أحمد (21679)، والطيالسي (999)، وابن حبان (5731). صحَّحه ابنُ حبان، والألباني في ((صحيح الترغيب)) (2797)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (363). .
4- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا يَنبَغي لصِدِّيقٍ أن يَكونَ لعَّانًا)) [2665] أخرجه مسلم (2597). .
5- عن أبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا يَكونُ اللَّعَّانونَ شُفعاءَ ولا شُهَداءَ يَومَ القيامةِ)) [2666] أخرجه مسلم (2598). .
6- عن أبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ العَبدَ إذا لعَنَ شيئًا صَعِدَتِ اللَّعنةُ إلى السَّماءِ فتُغلَقُ أبوابُ السَّماءِ دونَها، ثُمَّ تَهبِطُ إلى الأرضِ فتُغلَقُ أبوابُها دونَها، ثُمَّ تَأخُذُ يَمينًا وشِمالًا، فإذا لم تَجِدْ مَساغًا رَجَعَت إلى الذي لُعِنَ، فإن كان لذلك أهلًا وإلَّا رَجَعَت إلى قائِلِها)) [2667] أخرجه أبو داود (4905) واللفظ له، والبزار (4084)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (5162). حسنه لغيره الألباني في ((صحيح الترغيب)) (2792)، وجوَّد إسنادَه ابن حجر في ((فتح الباري)) (10/481)، والصنعاني في ((التنوير)) (3/508). .

انظر أيضا: