موسوعة الآداب الشرعية

ثانيًا: الإتيانُ بالأدعيةِ والأذكارِ المأثورةِ بعدَ الأذانِ


أ- الصَّلاةُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
تُستحَبُّ الصَّلاةُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عقبَ الأذانِ [276] وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّةِ الأربعةِ. يُنظر: ((حاشية ابن عابدين)) (1/398)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (2/102)، ((تحفة المحتاج)) للهيتمي (1/482)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/247). قال ابنُ بازٍ: (ما يفعَلُه بعضُ النَّاسِ إذا فَرَغَ مِن الأذانِ قال: لا إلهَ إلَّا الله، ورفَعَ صوتَه مع الأذانِ بالصَّلاةِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، هذه أيضًا بدعةٌ، وإنَّما يُكْمِلُ الأذانَ بلا إلهَ إلَّا اللهُ، ثمَّ يُغلِقُ المكَبِّرَ، ثمَّ يصلِّي على النَّبيِّ بيْنَه وبيْنَ نفْسِه الصَّلاةَ العاديَّةَ الَّتي ليس فيها جهرٌ، بل الكلام العادي، يُصلِّي على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثمَّ يقول: اللَّهُمَّ ربَّ هذه الدَّعوةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القائمَةِ... إلى آخره. أمَّا أن يجعَلَها مع الأذانِ، جزءًا مِن الأذانِ؛ فهذه بدعةٌ). ((فتاوى نور على الدرب)) (1/340) .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بن العاصِ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا سَمِعتُم المؤذِّنَ فقولوا مِثلَ ما يقولُ، ثمَّ صَلُّوا علَيَّ؛ فإنَّه مَن صلَّى علَيَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عَشْرًا، ثمَّ سَلُوا اللهَ ليَ الوسيلةَ؛ فإنَّها مَنزِلةٌ في الجَنَّةِ لا تَنبغي إلَّا لعبدٍ مِن عبادِ اللهِ، وأرجو أن أكونَ أنا هو؛ فمَن سألَ ليَ الوسيلةَ حَلَّتْ له الشَّفاعةُ)) [277] أخرجه مسلم (384). .
ب- سؤالُ الوسيلةِ والفَضيلةِ والمقامِ المحمودِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
يُستحَبُّ الدُّعاءُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالوسيلةِ والفضيلةِ بعدَ الأذانِ [278] وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّةِ الأربعةِ. يُنظر: ((الدر المختار وحاشية ابن عابدين)) (1/398)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (2/102)، ((تحفة المحتاج)) للهيتمي (1/482)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/247). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن قال حِينَ يَسمعُ النِّداءَ: اللَّهمَّ ربَّ هذه الدَّعوةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القائمةِ، آتِ محمَّدًا الوسيلةَ والفضيلةَ، وابعَثْه مَقامًا محمودًا الَّذي وعدتَه؛ حلَّتْ له شَفاعتي يومَ القيامةِ)) [279] أخرجه البخاري (614). .
2- عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بن العاصِ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا سَمِعتُم المؤذِّنَ فقولوا مِثلَ ما يقولُ، ثمَّ صَلُّوا علَيَّ؛ فإنَّه مَن صلَّى علَيَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عَشْرًا، ثمَّ سَلُوا الله ليَ الوسيلةَ، فإنَّها مَنزِلةٌ في الجَنَّةِ لا تَنبغي إلَّا لعبدٍ مِن عِبادِ الله، وأرجو أنْ أكونَ أنا هو، فمَن سألَ ليَ الوسيلةَ حلَّت له الشَّفاعةُ)) [280] أخرجه مسلم (384). .

انظر أيضا: