موسوعة الآداب الشرعية

خامِسَ عَشَرَ: المُكثُ في المُصَلَّى بَعدَ الصَّلاةِ


يُستَحَبُّ أن يَمكُثَ المُصَلِّي في مُصَلَّاه الذي صَلَّى فيه [465] قال البَيهَقيُّ: (بابُ التَّرغيبِ في مُكثِ المُصَلِّي في مُصَلَّاه لإطالةِ ذِكرِ اللهِ تعالى في نَفسِه، وكذلك الإمامُ إذا انحَرَف). ((السنن الكبرى)) (2/ 264). ويُنظر: ((طرح التثريب)) للعراقي (2/ 366). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((صَلاةُ أحَدِكُم في جَماعةٍ تَزيدُ على صَلاتِه في سوقِه وبَيتِه بضعًا وعِشرينَ دَرَجةً، وذلك بأنَّه إذا تَوضَّأ فأحسَن الوُضوءَ، ثُمَّ أتى المَسجِدَ لا يُريدُ إلَّا الصَّلاةَ، لا يَنهَزُه [466] لا يَنهَزُه: أي: لا يُزعِجُه ولا يُنهضُه إلى المَسجِدِ إلَّا الصَّلاةُ، وأصلُ النَّهزِ: الدَّفعُ. يُنظر: ((أعلام الحَديثِ)) للخَطابيِّ (2/ 1035). إلَّا الصَّلاةُ، لم يَخطُ خُطوةً إلَّا رُفعَ بها دَرَجةً، أو حُطَّت عنه بها خَطيئةً، والمَلائِكةُ تُصَلِّي على أحَدِكُم ما دامَ في مُصَلَّاه الذي يُصَلِّي فيه، اللهُمَّ صَلِّ عليه، اللهُمَّ ارحَمْه ما لم يُحدِثْ فيه، ما لم يُؤذِ فيه، وقال: أحَدُكُم في صَلاةٍ ما كانتِ الصَّلاةُ تَحبِسُه)) [467] أخرجه البخاري (2119) واللَّفظُ له، ومسلم (649) مُختَصَرًا. .
وفي رِوايةٍ: ((المَلائِكةُ تُصَلِّي على أحَدِكُم ما دامَ في مُصَلَّاه ما لم يُحدِثْ: اللهُمَّ اغفِرْ له، اللهُمَّ ارحَمْه، لا يَزالُ أحَدُكُم في صَلاةٍ ما دامَتِ الصَّلاةُ تَحبِسُه، لا يَمنَعُه أن يَنقَلِبَ إلى أهلِه إلَّا الصَّلاةُ)) [468] أخرجها البخاري (659). .
وفي رِوايةٍ: ((إنَّ أحَدَكُم في صَلاةٍ ما دامَتِ الصَّلاةُ تَحبِسُه، والمَلائِكةُ تَقولُ: اللهُمَّ اغفِرْ له وارحَمْه، ما لم يَقُمْ مِن صَلاتِه أو يُحدِثْ)) [469] أخرجه البخاري (3229). .

انظر أيضا: