موسوعة الآداب الشرعية

رابعَ عشرَ: تركُ العبَثِ


يُكرَهُ العبثُ [637] ومِن صُوَرِ العبثِ: فرقعةُ الأصابعِ في الصَّلاةِ، فعن شُعْبةَ مولى ابنِ عبَّاسٍ، قال: صلَّيتُ إلى جنبِ ابنِ عبَّاسٍ، ففقَّعتُ أصابعي، فلمَّا قضيتُ الصَّلاةَ قال: لا أمَّ لك! تفقعُ أصابعَك وأنت في الصَّلاةِ؟! أخرجه ابن أبي شيبة (7358). وحسَّن سندَه الألبانيُّ في ((إرواء الغليل)) (2/99) كذلك مِن صُوَرِ العبثِ في الصَّلاةِ: كثرةُ تعديلِ لباسِه مِن غترةٍ وعقالٍ ونظرٍ إلى السَّاعةِ وغيرِ ذلك. وقال ابن بازٍ: (أو حركات غير مشروعةٍ فيها، كالَّذي يَحدُثُ مِن البعضِ عبثًا؛ مِن كثرةِ تعديلِ لباسِه مِن غترةٍ وعقالٍ ونظرٍ إلى السَّاعةِ، أو تمسيحِ شَعَرِ لحيتِه ونحوِ ذلك بعدَ الإحرامِ بها، كلُّ هذا ممَّا يُنافي الخُشوعَ الَّذي هو لُبُّ الصَّلاةِ ورُوحُها، وسببُ قَبولِها، أو يَنقُصُه أو يُضْعِفُه). ((مجموع فتاوى ابن باز)) (12/9). وقال ابنُ عُثيمين: (الحركةُ المكروهةُ: وهي الحركةُ اليسيرةُ بلا حاجةٍ، هي مكروهةٌ؛ لأنَّها عبَثٌ مُنافٍ للخُشوعِ، كما نُشاهِدُه في كثيرٍ مِن النَّاسِ: يَنظُرُ إلى السَّاعةِ وهو يصلِّي، أو يصلحُ غترتَه، أو يذكِّرُه الشَّيطانُ وهو في صلاتِه أمرًا نَسِيَه، فيُخرِجُ القلمَ ويَكتُبُ الَّذي نَسِيَه؛ لئلَّا يُضَيِّعَه بعدَ ذلك! وأمثلتُها كثيرةٌ). ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (12/503). في الصَّلاةِ.
الدَّليلُ على ذلك من السنَّةِ والإجماعِ:
أ- مِنَ السُّنَّةِ
عن علي بن عبد الرحمن المعاوي أنه قال: رَآنِي عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ وأَنَا أعْبَثُ بالحَصَى في الصَّلَاةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ نَهَانِي فَقالَ: اصْنَعْ كما كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصْنَعُ، فَقُلتُ: وكيفَ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصْنَعُ؟ قالَ: كانَ إذَا جَلَسَ في الصَّلَاةِ وضَعَ كَفَّهُ اليُمْنَى علَى فَخِذِهِ اليُمْنَى، وقَبَضَ أصَابِعَهُ كُلَّهَا وأَشَارَ بإصْبَعِهِ الَّتي تَلِي الإبْهَامَ، ووَضَعَ كَفَّهُ اليُسْرَى علَى فَخِذِهِ اليُسْرَى)) [638] أخرجه مسلم (580). .
ب- مِنَ الإجماعِ
نقَل الإجماعَ على كراهيةِ العَبثِ في الصَّلاةِ غيرُ واحدٍ.

انظر أيضا: