موسوعة الآداب الشرعية

ثلاثٌ وعشرونَ: الإتيانُ بأذكارِ ما بعدَ الفريضةِ


إذا قضَى المصلِّي صلاتَه بدأ بالأذكارِ المأثورةِ [673] وذلك قبل أن يتطوَّعَ إنْ كانت الصَّلاةُ ممَّا يُتطوَّعُ بعدَها، وهذا مذهبُ الجمهورِ: المالِكيَّة، والشَّافعيَّة، والحَنابِلَة. يُنظر: ((الرسالة)) لابن أبي زيد القيرواني (ص: 31)، ((المجموع)) للنووي (3/484)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/365). قال ابنُ حجر: (يُؤخَذُ مِن مجموعِ الأدِلَّةِ: أنَّ للإمامِ أحوالًا؛ لأنَّ الصَّلاةَ إمَّا أن تكونَ ممَّا يُتطوَّعُ بعدَها أو لا يُتطوَّعُ؛ الأوَّل اختُلِف فيه: هل يتشاغلُ قبْلَ التَّطوُّعِ بالذِّكرِ المأثورِ، ثمَّ يتطوَّعُ؟ وهذا الَّذي عليه عمَلُ الأكثرِ، وعندَ الحنفيَّةِ يبدأُ بالتَّطوُّعِ). ((فتح الباري)) (2/335).   .
الدَّليلُ على ذلك مِن الكتابِ والسُّنَّةِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
قال تعالى: فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا [النساء: 103] .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ الفاءَ في فَاذْكُرُوا اللَّهَ رابطةٌ لجوابِ الشَّرطِ، ورَبْطُ الجوابِ بالشَّرطِ يدُلُّ على الفَوريَّةِ [674] ((الموقع الرسمي للشيخ محمد بن صالح العثيمين)). .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
1- عن ثَوْبانَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا انصرَفَ مِن صَلاتِه استغفرَ اللهَ ثلاثًا، وقال: اللَّهمَّ أنتَ السَّلامُ، ومنك السَّلامُ، تبارَكْتَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ)) [675] أخرجه مسلم (591). .
2- عن كعبِ بنِ عُجْرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مُعَقِّباتٌ [676] مُعَقِّباتٌ: أي: تَسبيحاتٌ تَخلُفُ بأعقابِ الصَّلواتِ، قيل: سُمِّيَت بذلك؛ لأنَّها عادَت مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ، وكُلُّ مَن عَمِل عَمَلًا ثُمَّ عادَ إليه فقد عَقَّبَ. يُنظر: ((الغريبين)) للهروي (4/ 1303، 1304)، ((شرح السنة)) للبغوي (3/ 231)، ((عمدة الحفاظ)) للسمين الحلبي (3/ 102). لا يَخيبُ قائلُهنَّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ: ثلاثٌ وثلاثون تسبيحةً، وثلاثٌ وثلاثون تحميدةً، وأربعٌ وثلاثون تكبيرةً)) [677] أخرجه مسلم (596). .
2- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مَن سبَّحَ اللهَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، وحمِد اللهَ ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر اللهَ ثلاثًا وثلاثين -فتِلك تِسعةٌ وتسعون-، ثمَّ قال تمامَ المائةِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحْدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ؛ غُفِرتْ له خطاياهُ وإنْ كانت مِثلَ زَبَدِ البحرِ)) [678] أخرجه مسلم (597). .

انظر أيضا: