موسوعة الآداب الشرعية

عاشِرًا: أن يُختَمَ قيامُ اللَّيلِ بالوِترِ


يُسَنُّ أن يُختَمَ قيامُ اللَّيلِ بالوِترِ [788] وصَلاةُ الوِترِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدةٌ، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ: المالكيَّةِ، والشَّافِعيَّةِ، والحَنابلةِ، ورِوايةٌ عن أبي حنيفةَ، وبه قال أبو يوسُفَ ومُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ مِنَ الحَنَفيَّةِ. يُنظر: ((التاج والإكليل)) للمواق (2/75)، ((المجموع)) للنووي (4/19)، ((المغني)) لابن قدامة (2/118- 119)، ((البحر الرائق)) لابن نجيم (2/40)، ((مختصر اختلاف العلماء)) للطحاوي (1/224). قال النَّوويُّ: (مَذهَبُنا أنَّه ليسَ بواجِبٍ، بَل هو سُنَّةٌ مُتَأكِّدةٌ، وبه قال جُمهورُ العُلماءِ مِنَ الصَّحابةِ والتَّابعينَ فمَن بَعدَهم، قال القاضي أبو الطَّيِّبِ: هو قَولُ العُلماءِ كافَّةً حتَّى أبو يوسُفَ ومُحَمَّدٌ). ((المجموع)) (4/19). وذَهَبَ الحَنابلةُ إلى أنَّه كان واجِبًا على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. يُنظر بَيانُ ذلك مَعَ أدِلَّتِه في: ((المَوسوعة الفِقهيَّة بمَوقِعِ الدُّرَرِ السَّنيَّةِ)) https://dorar.net/feqhia .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ السُّنَّةِ:
1-عن ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما ((أنَّ رَجُلًا سَأل رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن صَلاةِ اللَّيلِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: صَلاةُ اللَّيلِ مَثنى مَثنى، فإذا خَشيَ أحَدُكُمُ الصُّبحَ صَلَّى رَكعةً واحِدةً تُوتِرُ له ما قد صَلَّى)) [789] أخرجه البخاري (990)، ومسلم (749). .
وفي رِوايةٍ: ((أنَّ رَجُلًا سَأل النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأنا بَينَه وبَينَ السَّائِلِ، فقال: يا رَسولَ اللهِ كَيف صَلاةُ اللَّيلِ؟ قال: مثنى مثنى، فإذا خَشيتَ الصُّبحَ فصَلِّ رَكعةً، واجعَلْ آخِرَ صَلاتِك وِترًا. ثُمَّ سَأله رَجُلٌ على رَأسِ الحَولِ، وأنا بذلك المَكانِ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلا أدري هو ذلك الرَّجُلُ أو رَجُلٌ آخَرُ، فقال له مِثلَ ذلك)) [790] أخرجها مسلم (749). .
وفي رِوايةٍ أُخرى: ((أنَّ رَجُلًا نادى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو في المَسجِدِ، فقال: يا رَسولَ اللهِ، كَيف أوتِرُ صَلاةَ اللَّيلِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن صَلَّى فليُصَلِّ مثنى مثنى، فإن أحَسَّ أن يُصبحَ سَجَد سَجدةً، فأوتَرَت له ما صَلَّى)) [791] أخرجها مسلم (749). .
2- عن ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((بادِروا الصُّبحَ بالوِترِ)) [792] أخرجه مسلم (750). .
وفي رِوايةٍ: ((مَن صَلَّى مِنَ اللَّيلِ فليَجعَلْ آخِرَ صَلاتِه وِترًا؛ فإنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَأمُرُ بذلك)) [793] أخرجها مسلم (751). .
3- عن أبي مِجلَزٍ، قال: سَألتُ ابنَ عبَّاسٍ عنِ الوِترِ، فقال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((رَكعةٌ مِن آخِرِ اللَّيلِ))، وسَألتُ ابنَ عُمَرَ، فقال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((رَكعةٌ مِن آخِرِ اللَّيلِ)) [794] أخرجه مسلم (753). .
4- عن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((أوتِروا قَبلَ أن تُصبِحوا)) [795] أخرجه مسلم (754). .
وفي رِوايةٍ: ((أنَّهم سَألوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ الوِترِ، فقال: أوتِروا قَبلَ الصُّبحِ)) [796] أخرجه مسلم (754). .
5- عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُصَلِّي باللَّيلِ إحدى عَشرةَ رَكعةً، يوتِرُ مِنها بواحِدةٍ، فإذا فرَغَ مِنها اضطَجَعَ على شِقِّه الأيمَنِ، حتَّى يَأتيَه المُؤَذِّنُ، فيُصَلِّي رَكعَتَينِ خَفيفتَينِ)) [797] أخرجه مسلم (736). .
6- عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: إنَّ الوِترَ ليسَ بحَتمٍ ولا كَصَلاتِكُمُ المَكتوبةِ، ولكِنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أوتَر، ثُمَّ قال: ((يا أهلَ القُرآنِ أوتِروا؛ فإنَّ اللَّهَ وِترٌ يُحِبُّ الوِترَ)) [798] أخرجه أبو داود (1416)، والترمذي (453)، وابن ماجه (1169) واللفظ له. صَحَّحه ابنُ خزيمة في ((صحيحه)) (2/254)، والألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (1169)، وصححه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (1416)، وحَسَّنه الترمذي، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (965). .

انظر أيضا: