موسوعة الآداب الشرعية

ثالِثَ عَشَرَ: قراءةُ (سَبِّح) و(الغاشية) أو (ق) و(اقتَرَبَت) في صلاةِ العيدِ


يُسَنُّ أنْ يَقرأَ في صلاةِ العِيدِ بسُورةِ (الأعلى) [1234] الحِكمةُ في القِراءةِ في العيدَينِ بسورةِ "سَبِّح": أنَّ فيها الحَثَّ على الصَّلاةِ، وزَكاةِ الفِطرِ على ما قيل في تَفسيرِ قَولِه تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى: 14، 15]، فاختَصَّتِ الفضيلةُ بها كاختِصاصِ الجُمُعةِ بسورَتِها. وأمَّا "الغاشيةُ" فللموالاةِ بَينَ "سَبِّح" وبَينَها كَما بَينَ "الجُمُعة" و"المُنافِقينَ"). يُنظر: ((شرح مسلم)) للنووي (6/182)، ((نيل الأوطار)) للشوكاني (3/353). و(الغاشية) [1235] وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ، وذَهَبَ إليه أكثَرُ العُلماءِ. يُنظر: ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (1/226)، ((الشرح الكبير للدردير وحاشية الدسوقي)) (1/400)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/311)، ((الإنصاف)) للمرداوي (2/300). وقال ابنُ رُشدٍ: (أجمَعوا أيضًا على أنَّه لا تَوقيتَ في القِراءةِ في العيدَينِ، وأكثَرُهمُ استَحَبَّ أن يَقرَأَ في الأولى بـ"سَبِّح" وفي الثَّانيةِ بـ"الغاشية"؛ لتَواتُرِ ذلك عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم). ((بداية المجتهد)) (1/217). على أنَّ المالكيَّةَ قالوا: يَقرَأُ بـ"سَبِّح" أو "الغاشية" في الأولى، و "والشَّمسِ وضُحاها"، أو "واللَّيلِ إذا يَغشى" في الثَّانيةِ. وما شابَهَهما مِن وسَطِ المُفَصَّلِ. ، أو بسورةِ (ق) [1236] الحِكمةُ في القِراءةِ في العيدَينِ بسورة "ق" و"اقتَرَبَت": ما اشتَمَلتا عليه مِنَ الإخبارِ بالبَعثِ، والإخبارِ عنِ القُرونِ الماضيةِ، وإهلاكِ المُكَذِّبينَ، وتَشبيهِ بُروزِ النَّاسِ في العيدِ ببُروزِهم في البَعثِ وخُروجِهم مِنَ الأجداثِ كَأنَّهم جَرادٌ مُنتَشِرٌ. يُنظر: ((شرح مسلم)) للنووي (6/182)، ((نيل الأوطار)) للشوكاني (3/353). و(القمر) [1237] نَصَّ عليه الشَّافِعيَّةُ، وهو رِوايةٌ عن أحمَدَ. يُنظر: ((المجموع)) للنووي (5/18)، ((الإنصاف)) للمرداوي (2/300). .
الدَّليلُ على ذلك مِن السُّنَّةِ:
1- عنِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ في العِيدَيْنِ وفي الجُمُعَةِ بـسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)) قالَ: وإذَا اجْتَمع العِيدُ وَالْجُمُعَةُ في يَومٍ وَاحِدٍ، يَقْرَأُ بهِما أَيْضًا في الصَّلَاتَيْنِ [1238] أخرجه مسلم (878). .
2- عن عُبَيدِ اللهِ بنِ عَبدِ اللهِ، أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ سَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ: ما كانَ يَقْرَأُ به رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في الأضْحَى وَالْفِطْرِ؟ فَقالَ: كانَ يَقْرَأُ فِيهِما بـ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ، وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)) [1239] أخرجه مسلم (891). .

انظر أيضا: