ثالثًا: فوائِدُ الاعتِدالِ والوَسَطيَّةِ
1- التَّوسُّطُ هو رأسُ الفضائِلِ، وتحتَه تندَرِجُ كُلُّ فضيلةٍ، قال الفيروزاباديُّ: (والتَّوسُّطُ منشَأُ جميعِ الأخلاقِ الفاضِلةِ)
[462] ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (2/ 569). .
2- لا سبيلَ إلى تحصيلِ الخيرِ إلَّا بالاعتِدالِ؛ لأنَّ الخيرَ متوسِّطٌ بَيْنَ رذيلتينِ
[463] ((مداواة النفوس)) لابن حزم (ص: 81)، ((فيض القدير)) للمناوي (3/ 160). .
3- لا تُكتَسَبُ الأخلاقُ إلَّا بالتَّوسُّطِ؛ لأنَّ الفضيلةَ بَيْنَ طرفَينِ مذمومينِ، كالجُودِ بَيْنَ البُخلِ والتَّبذيرِ
[464] ((الإحياء)) للغزالي (3/ 54)، ((الإفصاح)) لابن هبيرة (6/ 394). ، قال تعالى:
وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا [الإسراء: 29] ، قال
الجاحِظُ: (فالإفراطُ في الجُودِ يُوجِبُ التَّبذيرَ، والإفراطُ في التَّواضُعِ يوجِبُ المذَلَّةَ، والإفراطُ في الكِبرِ يدعو إلى مَقتِ الخاصَّةِ، والإفراطُ في المؤانَسةِ يدعو خُلطاءَ السُّوءِ، والإفراطُ في الانقباضِ يُوحِشُ ذا النَّصيحةِ)
[465] ((الرسائل)) للجاحظ (1/ 111). .
4- القَصدُ والتَّوسُّطُ مَظِنَّةُ الدَّوامِ على الطَّاعةِ؛ لعدَمِ المشقَّةِ والمَلَلِ، قال المُظهِريُّ: (لو بالَغ في الطَّاعاتِ لا يَقدِرُ أن يكونَ فيها على الدَّوامِ؛ لأنَّه يَعجِزُ)
[466] ((المفاتيح)) للمظهري (5/ 247). .
5- التَّوسُّطُ سَبَبُ صِحَّةِ المعتَقَدِ، ولزومِ المنهَجِ القويمِ.
6- السَّلامةُ من الإثمِ.
7- إعطاءُ كُلِّ ذي حَقٍّ حَقَّه، فمدارُ الشَّرعِ على التَّوسُّطِ في جميعِ الأمورِ؛ رُوِي عن
الحَسَنِ البصريِّ، قال: (إنَّ دينَ اللَّهِ وُضِع دونَ الغُلُوِّ وفوقَ التَّقصيرِ)
[467] ((نوادر الأصول)) للحكيم الترمذي (1/ 260). .
8- دفعُ اليأسِ بالتَّوسُّطِ بَيْنَ الخوفِ والرَّجاءِ.
9- عدَمُ التَّنافُسِ في الدُّنيا.
10- السَّلامةُ من الإفراطِ المؤدِّي إلى المَلالِ
[468] ((فتح الباري)) لابن حجر (1/ 94). .
11- تجنُّبُ المشَقَّةِ المُفضيةِ إلى السَّآمةِ وتَركِ العَمَلِ والفُتورِ والانقِطاعِ.
12- تقومُ مصالحُ الدُّنيا والآخرةِ على الاعتِدالِ والتَّوسُّطِ؛ فإنَّ السَّرَفَ في كُلِّ شيءٍ مُضِرٌّ بالجسَدِ ومُضِرٌّ بالمعيشةِ، ويؤدِّي إلى الإتلافِ، فيَضُرُّ بالنَّفسِ
[469] ((سبل السلام)) للصنعاني (2/ 626). ؛ قال
ابنُ القَيِّمِ: (فالنَّومُ والسَّهرُ والأكلُ والشُّربُ والجِماعُ وغيرُ ذلك، إذا كانت وسَطًا بَيْنَ الطَّرفَينِ المذمومينِ كانت عَدلًا، وإن انحرَفَت إلى أحَدِهما كانت نقصًا وأثمَرَت نقصًا)
[470] ((الفوائد)) لابن القيم (ص: 141). .
13- سَبَبٌ من أسبابِ محبَّةِ اللَّهِ تعالى.
14- حصولُ العَدلِ؛ فإنَّ المَيلَ إلى أحَدِ الطَّرفَينِ يؤدِّي إلى الظُّلمِ، واللَّهُ لا يحِبُّ الظَّالِمين.
15- الوفاءُ بالحُقوقِ كُلِها دونَ الإخلالِ بأيٍّ من الحُقوقِ.
16- الإصابةُ في الأقوالِ والأعمالِ.
17- الإنصافُ وإنزالُ النَّاسِ مَنازِلَهم.