هو أبو عثمان عمرُو بنُ بحر بن محبوب الكناني الليثي البصري المتكلِّم المعتزلي، اشتهرَ بالجاحِظِ لجُحوظٍ كان في عينيه، أديبٌ كبيرٌ وُلِدَ في البصرة ونشأ وتعلَّم فيها. قال عنه الذهبي: "كان واسِعَ النقلِ كثيرَ الاطِّلاع، مِن أذكياءِ بني آدم وأفرادِهم وشياطينِهم", ليس بثقةٍ ولا مأمونٍ، أخذَ عن الأصمعي وغيرِه, وأخذ عِلمَ الكلام عن أبي إسحاق إبراهيمَ بن سيَّار البلخي المعروف بالنَّظَّام المعتزلي المتكَلِّم المشهور، وقد تتلمذَ على يديه, فتأثر بفِكرِه الاعتزالي فأصبح من رؤسائِهم، بل ظهرت فرقةٌ باسم الجاحظيَّة تُنسَب إليه، وله كتبٌ كثيرة مثل: الحيوان، والبيان والتبيين، والبُخلاء، وله رسائِلُ في الفلسفة والاعتزال، ومن جملةِ أخباره أنَّه قال: ذُكرتُ للمتوكِّل لتأديبِ بعضِ ولده، فلما رآني استبشَعَ منظري فأمَرَ لي بعشرةِ آلاف درهمٍ وصرفني، أصيبَ بالفالجِ في آخِرِ عُمُره، فكان يَطلي نصفَه الأيمن بالصندل والكافور لشِدَّة حرارته، والنِّصفَ الأيسر لو قُرِّض بالمقاريض لما أحسَّ به؛ مِن خَدَره وشِدَّة بَردِه، ومات في البصرة, وقد تجاوز التسعين.