ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ
- قال
أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عنه: (الجُودُ حارِسُ الأعراضِ)
[2743] ذكره الزمخشري في ((ربيع الأبرار)) (4/357). .
- وقال عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنه: (السَّخاءُ: ما كان ابتداءً، فأمَّا ما كان عن مسألةٍ، فحياءٌ وتذَمُّمٌ)
[2744] ذكره ابن حمدون في ((التذكرة الحمدونية)) (2/260)، والزمخشري في ((ربيع الأبرار)) (4/380). .
وقال أيضًا: (إذا أقبَلَت الدُّنيا عليك فأنفِقْ منها؛ فإنَّها لا تفنى، وإذا أدبَرَتْ عنك فأنفِقْ منها؛ فإنَّها لا تبقى)
[2745] ((الدر المنضود في ذم البخل ومدح الجود)) لعبد الرءوف المناوي (ص: 174 ). .
- عن عَمَّارٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (ثلاثٌ من جمعَهنَّ جَمَع الإيمانَ: الإنصافُ من نَفْسِك، والإنفاقُ من الإقتارِ، وبَذلُ السَّلامِ للعالَمِ)
[2746] أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (1/ 15) معلَّقًا، وابن أبي شيبة في ((الإيمان)) (ص: 48). .
- وقال محمَّدُ بنُ يزيدَ الواسِطيُّ: حدَّثني صديقٌ لي: (أنَّ أعرابيًّا انتهى إلى قومٍ، فقال: يا قومُ، أرى وجوهًا وضيئةً، وأخلاقًا رَضِيَّةً، فإن تكُنِ الأسماءُ على إثْرِ ذلك فقد سَعِدَت بكم أمُّكم... قال أحَدُهم: أنا عَطِيَّةُ، وقال الآخَرُ: أنا كرامةُ، وقال الآخَرُ: أنا عبدُ الواسِعِ، وقال الآخَرُ: أنا فضيلةُ، فأنشأ يقولُ:
كَرَمٌ وبَذلٌ واسِعٌ وعَطِيَّةٌ
لا أينَ أذهَبُ أنتم أعيُنُ الكَرَمِ
من كان بَينَ فضيلةٍ وكرامةٍ
لا ريبَ يَفْقَؤ أعيُنَ العَدَمِ
قال: فكَسَوه وأحسَنوا إليه، وانصَرَف شاكِرًا)
[2747] رواه الخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (611). .
- و(عن حَسَنِ بنِ صالحٍ، قال: سُئِل الحَسَنُ عن حُسنِ الخُلُقِ، فقال: الكَرَمُ، والبَذْلةُ، والاحتمالُ)
[2748] يُنظَر: ((الكرم والجود وسخاء النفوس)) للبرجلاني (ص: 55). .
- (وقال
جعفَرُ بنُ محمَّدٍ الصَّادِقُ: إنَّ للهِ وُجوهًا من خَلْقِه، خلَقَهم لقضاءِ حوائِجِ عبادِه، يرون الجُودَ مجدًا، والإفضالَ مَغنَمًا، واللهُ يحِبُّ مكارَمَ الأخلاقِ)
[2749] يُنظَر: ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (4/357). .
- وقال بكرُ بنُ محمَّدٍ العابِدُ: (ينبغي أن يكونَ المؤمِنُ من السَّخاءِ هكذا، وحثا بيَدَيه)
[2750] رواه الخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (601). .
- وعن عثمانَ بنِ واقدٍ قال: قيل لمحمَّدِ بنِ المُنكَدِرِ: (أيُّ الدُّنيا أحبُّ إليك؟ قال: الإفضالُ على الإخوانِ)
[2751] ((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء)) لأبي نعيم (3/ 149). .
- وقال ذو النُّونِ المصريُّ: (علامةُ السعادةِ ثلاثٌ: متَى ما زيد في عُمرِه نقَص مِن حرصِه، ومتَى زيد في مالِه زيد في سخائِه، ومتَى زيد في قَدْرِه زيد في تواضعِه. وعلامةُ الشَّقاءِ ثلاثٌ: متَى ما زيد في عمرِه زيد في حرصِه، ومتى ما زيد في مالِه زيد في بخلِه، ومتى ما زيد في قدرِه زيد في تجبرِه وقهرِه وتكبُّرِه)
[2752] ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (1/ 255). .
- وقال
الماوَرديُّ: (اعلَمْ أنَّ الكريمَ يجتَزئُ بالكرامةِ واللُّطفِ، واللَّئيمَ يجتزئُ بالمهانةِ والعُنفِ، فلا يجودُ إلَّا خوفًا، ولا يجيبُ إلَّا عُنفًا، كما قال الشَّاعِرُ:
رأيتُك مِثلَ الجَوزِ يمنَعُ لُبَّه
[2753] لُبُّ الجَوزِ واللَّوزِ ونحوِهما: ما في جوفِه. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/729). صحيحًا ويُعطي خيرَه حينَ يُكسَرُ
فاحذَرْ أن تكونَ المهانةُ طريقًا إلى اجتِدائِك
[2754] الاجتداءُ: السُّؤالُ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (14/134 - 135). ، والخوفُ سبيلًا إلى عطائِك، فيَجريَ عليك سَفَهُ الطَّغامِ
[2755] الطَّغامُ: أوغادُ النَّاسِ. يُنظَر: ((القاموس المحيط)) للفيروآبادي (ص: 1133). ، وامتهانُ اللِّئامِ، وليَكُنْ جُودُك كَرَمًا ورَغبةً، لا لؤمًا ورَهبةً)
[2756] يُنظَر: ((أدب الدنيا والدين)) (ص: 200). .
- وقال
ابنُ القيِّمِ: (مِن علاماتِ السعادةِ والفلاحِ أنَّ العبدَ كلَّما زِيد في علمِه زِيد في تواضعِه ورحمتِه، وكلَّما زِيد في عملِه زيد في خوفِه وحذرِه، وكلَّما زيد في عمرِه نقَص مِن حرصِه، وكلَّما زيد في مالِه زيد في سخائِه وبذلِه، وكلَّما زيد في قدرِه وجاهِه زيد في قربِه مِن الناسِ وقضاءِ حوائجِهم والتواضِعِ لهم.
وعلاماتُ الشقاوةِ أنَّه كلَّما زيد في علمِه زيد في كبرِه وتيهِه، وكلَّما زيد في عملِه زيد في فخرِه واحتقارِه للناسِ وحُسنِ ظنِّه بنفسِه، وكلَّما زيد في عمرِه زيد في حرصِه، وكلَّما زيد في مالِه زيد في بخلِه وإمساكِه، وكلَّما زيد في قدرِه وجاهِه زيد في كبرِه وتيهِه. وهذه الأمورُ ابتلاءٌ مِن الله وامتحانٌ يَبتلي بها عبادَه، فيسعدُ بها أقوامٌ، ويشقَى بها أقوامٌ)
[2757] ((الفوائد (ص: 155). .