المَطْلَبُ الثَّالثُ: إنكارُ اسمٍ أو صِفةٍ للهِ تعالى ممَّا لا يُعْذَرُ أحَدٌ في إنكارِه لِثُبوتِه لله بلا شُبهةٍ
قال
أحمدُ بنُ حَنبَلٍ: (إذا قال الرَّجُلُ: العِلمُ مخلوقٌ، فهو كافِرٌ؛ لأنَّه يَزعُمُ أنَّه لم يكُنْ له عِلمٌ حتى خلَقَه)
[1729] يُنظر: ((السنة)) لعبد الله بن أحمد بن حنبل (1/102). .
وقال أيضًا: (من قال: القرآنُ مخلوقٌ، فهو عندنا كافرٌ؛ لأنَّ القُرآنَ مِن عِلمِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ؛ قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ:
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ [آل عمران: 61] )
[1730] يُنظر: ((السنة)) لعبد الله بن أحمد (1/102) (2/385). ويُنظر: ((أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللالكائي)) (2/ 391)، ((الشريعة)) للآجري (1/ 504). .
وقال هارونُ بنُ مَعروفٍ: (من زعم أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لا يتكَلَّمُ، فهو يعبُدُ الأصنامَ)
[1731] يُنظر: ((السنة)) لعبد الله بن أحمد (1/172). .
وقال هارونُ بنُ مَعروفٍ أيضًا: (من زعم أنَّ القُرآنَ مخلوقٌ، فكأنَّما عَبَدَ اللَّاتَ والعُزَّى)
[1732] يُنظر: ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (16/19). .
وقال محمَّدُ بنُ مُصعَبٍ العابدُ: (من زعم أنَّك لا تتكَلَّم ولا تُرى في الآخِرةِ، فهو كافِرٌ بوَجْهِك لا يَعرِفُك، أشهَدُ أنَّك فوقَ العَرْشِ، فوق سَبعِ سَماواتٍ، وليس كما يقولُ أعداءُ اللهِ الزَّنادِقةُ)
[1733] يُنظر: ((السنة)) لعبد الله بن أحمد (1/ 173)، ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (4/ 451). .
وقال أبو عُمَرَ الهُذَلي: (من زعم أنَّ اللهَ لا يتكَلَّمُ ولا يَسمَعُ ولا يُبصِرُ ولا يَغضَبُ ولا يرضى... فهو كافِرٌ باللهِ عَزَّ وجَلَّ)
[1734] يُنظر: ((السنة)) لعبد الله بن أحمد (1/281)، ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (7/247). .
وقال نعيمُ بنُ حَمَّاد: (من شبَّه اللهَ بشَيءٍ مِن خَلْقِه، فقد كَفَر، ومن أنكر ما وصف اللهُ به نَفْسَه فقد كَفَر؛ فليس ما وصف اللهُ به نَفْسَه ورَسولُه تشبيهًا)
[1735] يُنظر: ((أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)) لللالكائي (3/ 587)، ((الاقتصاد في الاعتقاد)) للمقدسي (ص: 217)، ((العلو)) للذهبي (ص: 172). .
وقال
ابنُ خُزيمةَ: (من لم يُقِرَّ بأنَّ اللهَ على عَرْشِه، استوى فوق سبعِ سماواتِه، بائنٌ مِن خَلْقِه، فهو كافِرٌ يُستتابُ، فإن تاب وإلَّا ضُرِبَت عُنُقُه، وأُلقِيَ على مزبلةٍ؛ لئلَّا يتأذَّى بريحتِه أهلُ القِبلةِ وأهلُ الذِّمَّةِ)
[1736] يُنظر: ((العلو)) (ص: 207)، ((سير أعلام النبلاء)) (14/373) كلاهما للذهبي. .
وقال
الآجُرِّي: (بابُ ذِكرِ الإيمانِ بأنَّ القُرآنَ كَلامُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وأنَّ كَلامَه جَلَّ وعلا ليس بمخلوقٍ، ومن زعم أنَّ القرآنَ مخلوقٌ؛ فقد كَفَر).
ثمَّ قال: (اعلَموا -رَحِمَنا اللهُ وإيَّاكم- أنَّ قَولَ المُسلِمين الذين لم تَزِغْ قُلوبُهم عن الحَقِّ، ووُفِّقوا للرَّشادِ قديمًا وحديثًا أنَّ القُرآنَ كَلامُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ليس بمخلوقٍ؛ لأنَّ القرآنَ مِن عِلمِ اللهِ، وعِلمُ اللهِ لا يكونُ مخلوقًا، تعالى اللهُ عن ذلك، دَلَّ على ذلك القرآنُ والسُّنَّة وقَولُ الصَّحابِة رَضِيَ اللهُ عنهم، وقَولُ أئمَّةِ المُسلمين، لا يُنكِرُ هذا إلَّا جَهميٌّ خَبيثٌ، والجَهميَّةُ عند العُلَماءِ كُفَّارٌ)
[1737] يُنظر: ((الشريعة)) (1/ 489). .
وقال هارون الفروي: (لم أسمَعْ أحدًا مـن أهلِ العِلمِ بالمدينةِ وأهلِ السُّنَـِن إلَّا وهم يُنكِـرون على من قـال: القُرآنُ مخلوقٌ، ويُكَفِّرونَه)
[1738] يُنظر: ((الشريعة)) للآجري (1/ 498). .
وقال
ابنُ تَيميَّةَ: (الـذي عليه جمهورُ السَّلَفِ أنَّ من جحد رؤيةَ اللهِ في الدَّارِ الآخرةِ، فهو كافِرٌ، فإن كان ممَّن لم يبلُغْه العِلمُ في ذلك، عُـرِّفَ ذلك، كما يُعرَّفُ من لم تبلُغْه شرائِـعُ الإسلامِ، فإن أصَرَّ على الجُحودِ بعد بلوغِ العِلمِ له فهو كافِرٌ)
[1739] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (6/486). .
وقال أيضًا: (القَولُ بأنَّ اللهَ تعالى فوق العالَمِ معلومٌ بالاضطرارِ مِن الكتابِ والسُّنَّةِ وإجماعِ سَلَفِ الأمَّةِ، بعد تدَبُّرِ ذلك... ولهذا كان السَّلَفُ مُطبِقين على تكفيرِ من أنكر ذلك؛ لأنَّه عندهم معلومٌ بالاضطرارِ من الدِّينِ)
[1740] يُنظر: ((درء تعارض العقل والنقل)) (7/26). .
وجاء في الفتاوى البزازيَّةِ: (يجِـبُ إكفارُ القَدَريَّةِ في نَفْيِهــم كونَ الشَّرِّ مِن خَلْـِق اللهِ تعالى، وفي دعواهم أنَّ كُلَّ فاعلٍ خالِقٌ فِعلَ نَفْسِه)
[1741] يُنظر: ((الفتاوى البزازية)) للبزازي (2/439). .
وقال المرداوي: (من أشرك باللهِ، أو جَحَد رُبوبيَّتَه أو وحدانيَّتَه، أو صِفةً مِن صفاتِه؛ كَفَر بلا نزاعٍ في الجُملةِ)
[1742] يُنظر: ((الإنصاف)) (27/ 107). .