غريبُ الكَلِماتِ:
الْمُمْتَرِين: أي الشَّاكِّين، والـمِرْية: التَّردُّد في الأمر، وهي أخصُّ من الشَّكِّ يُنظر: ((المفردات)) للراغب (ص: 766)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 97، 125). .
نَبْتَهِلْ: أي: نتداعَ باللَّعْن، أو نلتعِن؛ يقال: عليه بهلةُ الله، وبهلتُه، أي: لعنتُه، وأصل (البَهْل): كونُ الشيءِ غيرَ مراعًى، والبَهْل والابتهال في الدُّعاء: الاسترسالُ فيه والتَّضرُّع يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 106)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 460)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/311)، ((المفردات)) للراغب (ص: 149)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 125). .
الْقَصَصُ: الأخبارُ المتتبَّعة، والأثَرُ، وأصْل القصِّ: تتبُّعُ الأثَرِ أو الشَّيء يُنظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/11)، ((المفردات)) للراغب (ص: 671)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 125). .
مُشكِلُ الإعرابِ:
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
كَمَثَلِ: الكافُ حرْف تَشبيه. و(مَثَلِ) مجرورة، وهي هنا بمعنى الحالِ والشأن، أي: إنَّ شأنَ عيسى وحالَه الغريبة كشأنِ آدَم، وقيل: إنَّ المَثَل بمعنى الصِّفة، وقول: صِفةُ عيسى كصِفةِ آدَم كلامٌ مُطَّرد. وقيل غير ذلك.
خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ: جملةٌ مفسرةٌ لوجهِ التَّشبيه بين المَثَلين، لا محلَّ لها من الإِعراب؛ فهي خبرٌ مستأنَفٌ على جِهةِ التَّفسير لحالِ آدَمَ عليه السَّلام، كقولِك: كمَثلِ زيد- تريد أنَّك تُشْبهه في فِعْلٍ ثم تخبرُ بقصَّة زيد، فتقول:- فعَل كذا وكذا. وقيل غير ذلك.
كُنْ فَيَكُونُ: فَيَكُونُ مرفوعٌ على الاستئنافِ، أي: فهو يكون، ويجوزُ أَنْ يكونَ فَيَكُونُ على بابِه مِنْ كونِه مستقبلًا، والمعنى: فيكونُ كما يأمرُ الله، فيكونُ حكايةً للحالِ التي يكونُ عليها آدم، ويجوز أن يكون فَيَكُونُ بمعنى (فكان)؛ لأنَّ الخبرَ عن أمر آدمَ تناهَى عند قوله: كُنْ، وكلمة فَيَكُونُ خبرٌ لمبتدأ، واعلم أن ما قال له ربُّك: كُنْ، فهو كائنٌ، أو رفع فَيَكُونُ على الابتداء، ومعناه: كُنْ، فكان، فكأنَّه قال: فإذا هو كائنٌ يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (5/463)، ((الدر المصون)) للسمين الحلبي (3/218- 222)، ((تفسير ابن عاشور)) (3/264). .