غريبُ الكَلِماتِ:
سَوَاءٍ: أي: عدْل، ونَصَفة، وسواءُ كلِّ شيءٍ: وَسَطُه، وأصله: الاستقامةٍ والاعتدال يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 106)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 281)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/112). .
حَنِيفًا: أي: مُستقيمًا، أو مائلًا إلى الدِّين المُستقيم، والحَنَفُ: مَيلٌ عن الضَّلال إلى الاستقامة، وأصْله: ميلٌ في إبهامَي القَدمين، كلُّ واحدةٍ على صاحبتِها، والأحنف: مَن في رِجْلِه مَيلٌ؛ قيل: سُمِّي بذلك على التَّفاؤل يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (2/591)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 184)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/110)، ((المفردات)) للراغب (ص: 260)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 291)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 96). .
مُشكِلُ الإعرابِ:
قوله: هَا أَنْتُمْ هَؤلاءِ حَاجَجْتُمْ...:
هَا: للتَّنبيهِ، وقيل: هي بَدلٌ من همزةِ الاستفهام. وأَنْتُمْ: في محلِّ رفْع مبتدأ. وهَؤلاءِ: في محلِّ رفْع خبَر، وعلى هذا فجملةُ حَاجَجْتُمْ في محلِّ نصْب حال بتقديرِ (قد)، والعاملُ في الحالِ اسمُ الإِشارةِ؛ لِمَا فيه مِن معنى الفِعْل، وهي حالٌ منه ليتَّحِدَ ذو الحالِ وعامِلُها. وقيل: إنَّ هَؤُلاءِ خبرٌ لكِن على تقديرِ حذْفٍ مضاف، تقديرُه: ها أنتم مِثلُ هؤلاءِ، وجملة حَاجَجْتُمْ في محلِّ نصْب حال أيضًا، لكن العامِل في الحالِ معنى التشبيه، ويلزَمُ منه الإِشارةُ إلى غائبين؛ لأنَّ المرادَ بهم أسلافُهم على هذا، وقد يُقال: إنه نَزَّل الغائِبُ مَنْزِلَةَ الحاضرِ. وقيل: إنَّ جملة حَاجَجْتُمْ مستأنفةٌ مبيِّنةٌ للجملةِ قبلها، أي: أنتم هؤلاء الأشخاص الحمقى، وبيانُ حماقِتكم وقلةِ عقولكم أنَّكم جادلتم فيما لكم به عِلم بما نَطَقَ به التوراة والإِنجيل، فلِمَ تُحاجون فيما ليس لكم به علم؟! وقيل: هَؤُلاءِ في محلِّ نصْبٍ على الاختصاصِ بتقديرِ أعْني أو أخصُّ قال السَّمين الحلبي: (وهذا لا يَجُوز؛ لأنَّ النحويين قد نَصُّوا على أنَّ الاختصاصَ لا يكون بالنكراتِ ولا أسماءِ الإِشارةِ، والمستقرأُ مِنْ لسانِ العرب أنَّ المنصوبَ على الاختصاصِ: إمَّا «أيُّ» نحو: «اللهم اغْفِر لنا أَيَّتُها العِصابةَ» ، أو معرَّفٌ بأل [نحو] : نحنُ العربَ أَقْرى الناس للضيفِ، أو بالإِضافةِ نحو: «نحن معاشِرَ الأنبياءِ لا نُورَثُ» وقد يَجِيءُ عَلَمًا، وأكثرُ ما يجيء بعد ضمير متكلِّم، وقد يَجيء بعدَ ضميرٍ مخاطَبٍ، كقولِهم «بكَ اللهَ نرجو الفضلَ») ((الدر المصون)) (1/477- 478). ، وقيل: إنَّه منادَى حُذِف منه حرْف النِّداء، والتقديرُ: يا هؤلاءِ وهذا الوجهُ فيه الفصْل بالنِّداء بينَ المبتدأِ وخبرِه، وهذا لا يُجيزه جمهورُ البصريين. ينظر: ((الدر المصون)) للسمين الحلبي (1/476). ، وخبَرُ أَنْتُمْ حينئذٍ جملةُ حَاجَجْتُمْ. وقيل غيرُ ذلك في توجيهِ هذه الآية الكريمة يُنظر: ((مشكل إعراب القرآن)) لمكي (1/102- 103، 208)، ((التبيان في إعراب القرآن)) للعكبري (1/86، 269)، ((تفسير القرطبي)) (4/108)، ((الدر المصون)) للسمين الحلبي (1/474- 478) و(3/240- 242). .