المبحثُ الثَّالِثُ: من أقوالِ السَّلَفِ وأهلِ العِلمِ في ذَمِّ البِدَعِ وأهلِها
1- عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه قال يَومًا: (إنَّ من ورائِكُم فِتَنًا يَكثُرُ فيها المالُ، ويُفتَحُ فيه القُرآنُ، حَتَّى يَأخُذَهُ المُؤمِنُ والمُنافِقُ، والرَّجُلُ والمَرأةُ، والصَّغيرُ والكَبيرُ، والعَبدُ والحُرُّ، فيوشِكُ قائِلٌ أن يَقولَ: ما للنَّاسِ لا يَتَّبِعوني وقد قَرَأتُ القُرآنَ؟! ما هم بمُتَّبِعيَّ حَتَّى أبتَدِعَ لَهم غَيرَه، وإيَّاكُم وما ابتُدِعَ؛ فإنَّ ما ابتُدِعَ ضَلالةٌ، وأُحَذِّرُكُم زيغةَ الحَكيمِ؛ فإنَّ
الشَّيطانَ قد يَقولُ كلِمةَ الضَّلالةِ على لسانِ الحَكيمِ، وقد يَقولُ المُنافِقُ كلِمةَ الحَقِّ. قال الرَّاوي: قُلتُ لمُعاذٍ: وما يُدْريني يَرحَمُكَ اللَّهُ أنَّ الحَكيمَ قد يَقولُ كلِمةَ ضَلالةٍ، وأنَّ المُنافِقَ قد يَقولُ كلِمةَ الحَقِّ؟! قال: بلَى! اجتَنِبْ من كلامِ الحَكيمِ المُشتَهِراتِ الَّتي يُقالُ فيها: ما هذه؟ ولا يَثْنِينَّكَ ذلك عنه؛ فإنَّه لَعَلَّهُ أن يُراجِعَ، وتَلَقَّ الحَقَّ إذا سَمِعْتَهُ؛ فإنَّ على الحَقِّ نُورًا)
[1090] أخرجه أبو داود (4611) واللَّفظُ له، والطبراني (20/115) (228)، والحاكم (8440). صحَّحه الحاكم على شرط مسلم، وصحَّح إسنادَه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4611)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4611). .
2- عن
عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه قال: (اتَّبِعوا ولا تَبتَدِعوا؛ فقد كُفْيتُم)
[1091] رواه الطبرانى (9/154) (8770)، والدارمي (205)، والبيهقى في ((شعب الإيمان)) (205). صحَّح إسنادَه الألباني في ((إصلاح المساجد)) (12)، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (1/186): رجاله رجال الصَّحيح. .
3- عنِ
ابنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه قال: (الاقتِصادُ في السُّنَّةِ أحسَنُ من الاجتِهادِ في
البِدْعةِ)
[1092] أخرجه الدارمي (217) باختلاف يسير، والحاكم (353)، والبيهقي (4933) واللَّفظُ لهما. صحَّحه الحاكم وقال: على شرطهما، والألباني في ((صحيح الترغيب)) (41)، ووثق رجاله شعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح السنة)) (4/27). .
4- عن
عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما قال: (كُلُّ
بدعةٍ ضَلالةٌ وإن رَآها النَّاسُ حَسَنةً)
[1093] رواه ابن بطة في ((الإبانة الكبرى)) (205) والبيهقي في ((المدخل إلى السنن الكبرى)) (191)، واللالكائي في ((شرح أصول الاعتقاد)) (126). صحَّحه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصَّحيحة)) (6/234)، وصحَّح إسنادَه في ((أحكام الجنائز)) (258) وقال: وإنما يصح منه مرفوعًا الشطر الأول. .
5- عن أبي إدريسَ الخَولانيِّ قال: (لأنْ أرَى في المَسجِدِ نارًا لا أستَطيعُ إطفاءَها أحِبُّ إليَّ من أن أرَى فيه
بدعةً لا أستَطيعُ تَغييرَها)
[1094] رواه المروزي في ((السنة)) (ص: 32). .
6- عن أبي العاليةِ الرياحيَّ قال: (تَعَلَّموا الإسلامَ؛ فإذا تَعَلَّمتُموهُ فلا تَرغَبوا عنه، وعليكم بالصِّراطِ المُستَقيمِ؛ فإنَّه الإسلامُ، ولا تَحرِفوا الصِّراطَ شِمالًا ولا يَمينًا، وعليكم بسُنَّةِ نَبيِّكم والَّذي كان عليه أصحابُه قَبلَ أن يَقتُلوا صاحِبَهم، ومن قَبلِ أن يَفعَلوا الَّذي فعَلوا؛ فإنَّا قد قَرَأنا القُرآنَ من قَبلِ أن يَقتُلوا صاحِبَهم، ومن قَبلِ أن يَفعَلوا الَّذي فعَلوا بخَمسَ عَشْرةَ سَنةً، وإياكُم وهذه الأهواءَ الَّتي تُلقِي بَينَ النَّاسِ العَداوةَ والبَغضاءَ)
[1095] رواه ابن وضاح في كتابه ((البدع)) (1/69) (رقم: 76). .
7- قال
عُمرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ: (سَنَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وولاةُ الأمرِ من بَعدِه سُنَنًا، أخَذْنا بها تَصديقًا بكِتابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، واستِكمالًا لطاعةِ الله تعالى، وقوَّةً على دينِ اللهِ سُبحانَه، من عَمِلَ بها مُهتَدٍ، ومن استَنصَرَ بها مَنصورٌ، ومن خالَفَها اتَّبَعَ غَيرَ سَبيلِ المُؤمنين، ووَلَّاهُ اللَّهُ ما تولَّى، وأصلاهُ جَهنَّمَ وساءَت مَصيرًا)
[1096] رواه الآجري في ((الشريعة)) (92) وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (2326). .
وكَتَب
عُمَرُ بنُ عَبدِ العَزيزِ إلى رَجُلٍ: (أمَّا بَعدُ، أوصيكَ بتَقوَى اللهِ والاقتِصادِ في أمرِه، واتِّباعِ سُنَّةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَرْكِ ما أحدَثَ المُحْدِثونَ بَعدَ ما جَرَت به سُنَّتُه، وكُفُوا مُؤنَتَه، فعَلَيكَ بلُزومِ السُّنَّةِ؛ فإنَّها لَكَ بإذنِ اللَّهِ عِصمةٌ، ثُمَّ اعلَمْ أنَّه لم يَبتَدِعِ النَّاسُ
بدعةً إلَّا قد مَضَى قَبلَها ما هو دَليلٌ عليها أو عِبرةٌ فيها، فإنَّ السُّنَّةَ إنَّما سَنَّها من قد عَلِمَ ما في خِلافِها من الخَطَأِ والزَّللِ، والحُمقِ والتعَمُّقِ، فارْضَ لنَفسِكَ ما رَضيَ به القَومُ لأنفُسِهم؛ فإنَّهم على عِلمٍ وقَفوا، وبِبَصَرٍ نافِذٍ كُفُوا، وهم على كَشفِ الأمورِ كانوا أقوَى، وبِفَضلِ ما كانوا فيه أَولَى، فإن كان الهدَى ما أنتم عليه لَقد سَبَقتُموهم إليه، ولَئِنْ قُلتُم: إنَّما حَدَثَ بَعدَهم ما أحدَثَه إلَّا من اتَّبَعَ غَيرَ سَبيلِهم، ورَغِبَ بنَفسِه عنهم، فإنَّهم هم السَّابِقونَ، فقد تَكَلَّموا فيه بما يَكفي، ووَصفوا منه ما يَشفي، فما دونَهم من مَقْصَرٍ، وما فوقَهم من مَحْسَرٍ، وقد قَصَّرَ قَومٌ دونَهم فجَفَوا، وطَمِحَ عنهم أقوامٌ فغَلَوا، وإنَّهم بَينَ ذلك لعلى هدًى مُستَقيمٍ)
[1097] رواه أبو داود (4612) وابن وضاح في كتابه ((البدع)) (74). .
8- عنِ
الحَسَنِ البَصْريِّ قال: (اعرَفوا المَهاجِرين بفَضلِهم، واتَّبِعوا آثارَهم، وإيَّاكُم ما أحدَثَ النَّاسُ في دينِهم؛ فإنَّ شَرَّ الأمورِ المُحْدَثاتُ)
[1098] رواه أحمد بن حنبل في ((الزهد)) (1557). .
9- قال
الأوزاعيُّ: (اصبِرْ نَفسَكَ على السُّنَّة، وقِفْ حَيثُ وقَفَ القَومُ، وقُلْ بما قالوا، وكُفَّ عَمَّا كَفُّوا عنه، واسلُكْ سَبيلَ سَلَفِك الصَّالِحِ؛ فإنَّه يَسَعُكَ ما وَسِعَهم)
[1099] رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء)) (6/144). .
10- قال
مالِكٌ: (من ابتَدَعَ في الإسلامِ بِدعةً يَراها حَسنةً فقد زَعَمَ أنَّ مُحَمَّدًا خانَ الرِّسالةَ! لأنَّ اللهَ يَقولُ:
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة: 3] ، فما لم يَكُن يومَئِذٍ دينًا فلا يَكونُ اليَومَ دينًا)
[1100] رواه الدارمي (141). .
11- عن
عَبدِ اللهِ بنِ المَبارَكِ قال: (اعلَمْ أنِّي أرَى أنَّ المَوتَ اليَومَ كرامةٌ لكُلِّ مُسلِمٍ لَقيَ اللَّهَ على السُّنَّةِ، فإنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، فإلى اللهِ نَشكو وحشَتَنا، وذَهابَ الإخوانِ، وقِلَّةَ الأعوانِ، وظُهورَ البِدَعِ، وإلى اللهِ نَشكو عَظيمَ ما حَلَّ بهذه الأمَّةِ من ذَهابِ العُلماءِ وأهلِ السُّنَّةِ، وظُهورِ البِدَعِ!)
[1101] رواه ابن وضاح في ((البدع والنهي عنها)) (2/84). .
12- قال
الشَّافِعيُّ: (لأن يَلقَى اللَّهَ العَبدُ بكُلِّ ذَنْبٍ ما خَلا الشِّرْكَ باللهِ خَيرٌ من أن يَلقاهُ بشَيءٍ من هذه الأهواءِ)
[1102] يُنظر: ((مناقب الشافعي)) للبيهقي (1/452). .
13- قال
أبو عُبيدٍ القاسِمُ بنُ سَلَّامٍ في كِتابِ الإيمانِ: (بابُ ذِكْرِ ما عابَت به العُلماءُ من جَعلَ الإيمانَ قَولًا بلا عَمَلٍ، وما نَهَوا عنه من مَجالِسِهم).
ثُمَّ أورَد آثارًا عَديدةً عنِ السَّلَفِ فيها التحذيرُ من القائِلِين ببِدعةِ الإرجاءِ وغَيرِها، إلى أنْ قال: (والحَديثُ في مُجانَبةِ الأهواءِ كَثيرٌ، ولَكِنَّا إنَّما قَصَدْنا في كِتابِنا لهؤلاء خاصَّةً.
على مِثلِ هذا القَولِ كان
سُفيانُ و
الأوزاعيُّ و
مالِكُ بنُ أنسٍ، ومَن بَعدَهم من أربابِ العِلمِ وأهلِ السُّنَّةِ، الَّذينَ كانوا مَصابيحَ الأرضِ، وأئِمَّةَ العِلمِ في دَهرِهم، من أهلِ العِراقِ والحِجازِ والشَّامِ وغَيرِها، زارِينَ أي: عائِبَين على أهلِ البِدَعِ كُلِّها، ويَرَون الإيمانَ قَولًا وعَمَلًا)
[1103] يُنظر: ((الإيمان)) (ص: 62-67). .
14- قال
أحمَدُ بنُ حَنبَلٍ: (أصولُ السُّنَّة عِندَنا: التمَسُّكُ بما كان عليه أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والاقتِداءُ بهم، وتَركُ البِدَعِ، وكُلُّ
بدعةٍ فهيَ ضَلالةٌ، وتَركُ الخُصوماتِ في الدِّينِ)
[1104] يُنظر: ((أصول السنة)) (ص: 14-16). .
15- قال
البَربَهاريُّ: (اعلَمْ أنَّ النَّاسَ لم يَبتَدِعوا
بدعةً قَطُّ حَتَّى تَركوا من السُّنَّةِ مِثلَها؛ فاحذَرِ المُحْدَثاتِ من الأمورِ، فإنَّ كُلَّ مُحْدَثةٍ
بدعةٌ، وكُلَّ
بدعةٍ ضَلالةٌ، والضَّلالةُ وأهلُها في النَّارِ)
[1105] يُنظر: ((شرح السنة)) (ص: 37). .
16- قال عُبَيدُ اللهِ أبو نَصرٍ السَّجْزيُّ: (من رامَ النَّجاةَ من هؤلاء، والسَّلامةَ من الأهواءِ فليَكُنْ ميزانُه الكِتابَ والأثَرَ في كُلِّ ما يَسمَعُ ويرَى، فإن كان عالِمًا بهما عَرَضَه عليهما، واتِّباعَه للسَّلَفِ، ولا يَقبَلُ من أحَدٍ قَولًا إلَّا وطالبَه على صِحَّتِه بآيةٍ مُحكَمةٍ، أو سُنَّةٍ ثابِتةٍ، أو قَولِ صَحابيٍّ من طَريقٍ صَحيحٍ، وليُكثِرِ النَّظَرَ في كُتُبِ السُّنَنِ لِمَن تَقدَّمَ، مِثلُ:
أبي داوَدَ السِّجْستانيِّ، و
عَبدِ اللهِ بنِ أحمَدَ بنِ حَنبَلٍ، و
أبي بَكرٍ الأثرَمِ، وحَربِ بن إسماعيلَ السِّيرجانيِّ، وخشيشِ بن أصرَمَ النَّسائيِّ، وعُروةَ بنِ مَروانَ الرَّقِّيِّ، وعُثمانَ بنِ سَعيدٍ الدَّارِميِّ السِّجِستانيِّ، وليَحذَرْ تَصانيفَ من تَغَيَّرَتْ حالُهم؛ فإنَّ فيها العَقارِبَ ورُبَّما تَعذَّرَ التِّرياقُ!)
[1106] يُنظر: ((رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت)) (ص: 360-363). .
وبَعدَ أن تَحدَّثَ عنِ الفِرَقِ الضَّالَّةِ المُبتَدِعةِ، كالخَوارِجِ والمُرجِئةِ والمُعتَزِلةِ والرَّافِضةِ والقَدَريَّةِ والكَرَّاميَّةِ، قال: (وكُلُّهم أئِمةُ ضَلالةٍ، يَدعونَ النَّاسَ إلى مُخالَفةِ السُّنَّةِ، وتَركِ الحَديثِ، وإذا خاطَبَهم من لَهُ هَيبةٌ وحِشْمةٌ من أهلِ الاتِّباعِ قالوا: الاعتِقادُ ما تَقولونَهُ، وإنَّما نَتَعَلَّمُ الكَلامَ لمُناظَرةِ الخُصومِ، والَّذي يَقولونَهُ كذِبٌ، وإنَّما يَستَتِرونَ بهذا لئَلَّا يُشنِّعَ عليهم أصحابُ الحَديثِ، فمن أنكَرَ قَولي فليَأتِ بحَديثٍ موافِقٍ لِما قالوهُ، ولا يَجِدُ إلى ذلك -والحَمدُ للهِ- سَبيلًا، وقد ثَبَتَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال:
((أخافُ على أمَّتِي الأئِمَّةَ المُضِلِّينَ )) [1107] أخرجه أبو داود (4252)، والترمذي (2229) مطولًا، وأحمد (22393) من حديث ثوبان رَضِيَ اللهُ عنه. صحَّحه ابن حبان في ((صحيحه)) (6714)، والسخاوي في ((البلدانيات)) (105)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4252)، وصحَّح إسنادَه على شرط مسلم شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (22393)، ووثق رجاله الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (5/242). [1108] يُنظر: ((رسالة السجزي إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت)) (ص: 346). .
17- قال
البَيهِقيُّ عَقِبَ نَقلِه كلامَ
الشَّافِعيِّ: (من ارتَدَى بالكَلامِ لم يُفلِحْ): (إنَّما يَعني -واللَّهُ أعلمُ- كلامَ أهلِ الأهواءِ، الَّذينَ تَرَكوا الكِتابَ والسُّنَّةَ، وجَعلوا مُعَوَّلَهم عُقولَهم، وأخَذوا في تَسويةِ الكِتابِ عليها، وحينَ حُمِلَت إليهمُ السُّنَّةُ بزيادةِ بَيانٍ لنَقضِ أقاويلِهم، اتَّهَموا رُواتَها وأعرَضوا عنها!)
[1109] يُنظر: ((مناقب الإمام الشافعي)) (1/463). .
18- قال أحمَدُ الرُّوميُّ الحَنفيُّ: (الواجِبُ على كُلِّ مُسلِمٍ في هذا الزَّمانِ أن يَحذَرَ من الاغتِرارِ والمَيلِ إلى شَيءٍ من البِدَعِ والمُحْدَثاتِ، ويَصُونَ دينَهُ من العَوائِدِ الَّتي استَأنَسَ بها وتَرَبَّى عليها؛ فإنَّها سُمٌّ قاتِلٌ قَلَّ من سَلِمَ من آفاقِها، وظَهرَ لَهُ الحَقُّ مَعَها... فالحَذَرَ الحَذَرَ من هذا السُّمِّ القاتِلِ، وكُنْ مائِلًا إلى الحَقِّ، مُستَيقِظًا لخَلاصِ مُهجَتِكَ بالاتِّباعِ، وتَرْكِ الابتِداعِ)
[1110] يُنظر: ((مجالس الأبرار)) (ص: 246). .
19- قال ابنُ قاسِمٍ الحَنبَليُّ: (حَذَّرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَّتَه وأنذَرَهم عنِ الإحداثِ في الدِّينِ، وابتِداعِ دينٍ لم يَشرَعْه اللَّهُ، ولَعَن مَن فعلَ ذلك، وأخبَرَ اللَّهُ تَبارك وتعالى أنَّه أكمَلَ الدِّينَ، وأنَّ القَولَ عليه بغَيرِ عِلمٍ رُتبةٌ فوقَ رُتبةِ الشِّركِ، فقال:
وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف: 33] )
[1111] يُنظر: ((حاشية كتاب التوحيد)) (ص: 182). .