المطلبُ الخامِسُ: فَضْلُ الحَسَنِ والحُسَينِ رَضِيَ اللهُ عنهما
1- عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((الحَسَنُ والحُسَينُ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ)) [2373] رواه الترمذي (3768)، وأحمد (11594). صَحَّحه الترمذي، وابن حبان في ((صحيحه)) (6959)، والحاكم في ((المستدرك)) (4778) .
قال ابنُ المَلِكِ الرُّوميُّ: (يعني: هما أفضَلُ من مات شابًّا في سبيِل اللهِ مِن أصحابِ الجنَّةِ، ولم يُرِدْ سِنَّ الشَّبابِ؛ لِمَوتِهما وقد اكتَهَلا)
[2374] يُنظر: ((شرح المصابيح)) (6/ 468). .
وقال
الصَّنعانيُّ: (يُحتَمَلُ أنَّهما سيِّدا من مات شابًّا من أهلِ الجنَّةِ، أو أنَّهما سَيِّدا أهلِ الجنَّةِ؛ لأنَّ أهلَها كُلَّهم شبابٌ)
[2375] يُنظر: ((التنوير شرح الجامع الصغير)) (5/ 424). .
2- عن ابنِ أبي نَعمٍ قال: كنتُ شاهِدًا ل
ابنِ عُمَرَ وسأله رجلٌ عن دَمِ البَعُوضِ، فقال: ممَّن أنت؟ قال: مِن أهلِ العِراقِ. قال: انظُروا إلى هذا يسألُني عن دمِ البَعُوضِ، وقد قَتَلوا ابنَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم! وسَمِعتُ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ:
((هما ريحانتاي من الدُّنيا )) [2376] رواه البخاري (5994). .
قال ابنُ قرقُولٍ: (
((هُمَا ريحَانتَايَ مِنَ الدُّنْيَا)) أي: في الدُّنيا. وقيل: مِنَ الجَنَّةِ في الدُّنيا)
[2377] يُنظر: ((مطالع الأنوار)) (3/ 194). .
وقال
ابنُ الملَقِّنِ: (فيه: فَضلٌ ظاهِرٌ لهما)
[2378] يُنظر: ((التوضيح لشرح الجامع الصحيح)) (20/ 355). .
3- عن أُسامةَ بنِ زَيدٍ رَضِيَ اللهُ عنهما عن النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه كان يأخُذُه و
الحَسَنَ ويقولُ:
((اللهُمَّ إنِّي أُحِبُّهما فأحِبَّهما، أو كما قال )) [2379] رواه البخاري (3747). .
قال
علي القاري: (فيه إشعارٌ بأنَّ مَحبَّتَه للهِ؛ ولذا رتَّب محبَّةَ اللهِ على محبَّتِه، وفي ذلك أعظَمُ مَنقَبةٍ لهما)
[2380] يُنظر: ((مرقاة المفاتيح)) (9/ 3972). .
وعن البَراءِ بنِ عازبٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واضِعًا
الحَسَنَ بنَ عَليٍّ على عاتِقِه، وهو يقولُ:
((اللَّهُمَّ إنِّي أحِبُّه؛ فأحِبَّه)) [2381] رواه البخاري (3749)، ومسلم (2422) واللَّفظُ له. .
قال المُباركفوريُّ: (فيه حثٌّ على حُبِّه وبيانٌ لفَضيلتِه رَضِيَ اللهُ عنه)
[2382] يُنظر: ((تحفة الأحوذي)) (10/ 178). .
وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: خرج النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في طاِئفةٍ مِنَ النَّهارِ لا يُكَلِّمُني ولا أكَلِّمُه حتى أتى سوقَ بني قَينُقاعَ، فجلس بفِناءِ بَيتِ
فاطِمةَ، فقال:
((أثَمَّ لُكَعُ؟ أثَمَّ لُكَعُ؟)) فحَبَسَتْه شيئًا فظَنَنْتُ أنَّها تُلبِسُه سِخَابًا
[2383] قال ابنُ الأثيرِ: (السِّخابُ: هو خَيطٌ يُنظَمُ فيه خَرَزٌ ويَلبَسُه الصِّبيانُ والجواري. وقيل: هو قِلادةٌ تُتَّخَذُ من قَرَنفُلٍ ومَحْلبٍ وسُكٍّ ونحوِه، وليس فيها من اللُّؤلؤِ والجَوهَرِ شَيءٌ) ((النهاية)) (2/ 349). أو تُغَسِّلُه، فجاء يشتَدُّ حتى عانَقَه وقَبَّله، وقال:
((اللهُمَّ أحِبَّه وأحِبَّ من يُحِبُّه)) [2384] رواه البخاري (2122) واللَّفظُ له، ومسلم (2421). .
قال
الخطَّابي: (قَولُه:
((أَثَمَّ لُكَعُ)): يريدُ
الحَسَنَ بنَ عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عنهما، وهذا يقالُ على معنيينِ: أحَدُهما: على معنى الاستصغارِ، والآخَرُ: على معنى الذَّمِّ، والذي أراه في هذا الحديثِ هو المعنى الأوَّلِ، سمَّاه لُكَعًا لصِباه)
[2385] يُنظر: ((أعلام الحديث)) (2/ 1037). .
وقال عياضٌ: (فيه ما كان عليه السَّلامُ من حُسنِ الخُلُقِ والعِشْرةِ والتواضُعِ، وحُبِّه
للحَسَنِ وحَمْلِه له، ورَحمَتِه للصِّبيانِ والرِّجالِ... قَولُه:
((اللَّهُمَّ إني أُحِبُّه فأحِبَّه وأحِبَّ من يُحِبُّه)): حُبُّ آلِ بَيتِ النَّبِيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ واجِبٌ على الجُملةِ، ويختَصُّ منهم من حَضَّ النَّبِيُّ على حُبِّه، ودعا بحُبِّ اللهِ له وحُبِّ من أحبَّه درجةً جَعَلَها اللهُ لِمَن أحبَّهم حقيقةَ حُبِّهم، ولَعَن من يُبغِضُهم ويعاديهم، وقد ظَهَرت إجابةُ هذه الدَّعوةِ وبَرَكتُها فيه بحَقْنِ دِماءِ الأُمَّةِ بسَبَبِه، وتنَزُّهِه عن عَرَضِ الدُّنيا وفِتْنَتِها، وتسليمِه ما يمكِنُ له من الخِلافةِ والمُلْكِ حَذارَ الفِتنةِ، وحيطةً على الأُمَّةِ، ونَظَرًا لدِينِه)
[2386] يُنظر: ((إكمال المعلم)) (7/ 433). .
4- عن أبي بَكرةَ رضيَ اللهُ عنه قال: سَمِعتُ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المِنْبَرِ و
الحَسَنُ إلى جَنْبِه، ينظُرُ إلى النَّاسِ مَرَّةً وإليه مرَّةً ويقولُ:
((ابني هذا سَيِّدٌ، ولعَلَّ اللهَ أن يُصلِحَ به بين فِئتَينِ مِن المُسلِمين )) [2387] رواه البخاري (3746). .
5- عن عُقْبةَ بنِ الحارِثِ قال: رأيتُ
أبا بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه وحَمَل
الحَسَنَ وهو يقولُ: (بأبي شَبيهٌ بالنَّبِيِّ، ليس شَبيهٌ بعَلِي)، وعليٌّ يَضحَكُ
[2388] رواه البخاري (3750). .
قال
ابنُ الملقِّنِ: (فيه: فَضلٌ ظاهِرٌ له)
[2389] يُنظر: ((التوضيح لشرح الجامع الصحيح)) (20/ 354). .
وعن
أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (لم يكُنْ أحَدٌ أشبَهَ بالنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من
الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ)
[2390] رواه البخاري (3752). .
قال
ابنُ الملقِّنِ: (السِّرُّ فيه أنَّه عِرقٌ مِن
فاطِمةَ، وكان فيها عِرقٌ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)
[2391] يُنظر: ((التوضيح لشرح الجامع الصحيح)) (20/ 354). .