توطِئَةٌ:
الأصلُ في الِاسمِ التَّذكيرُ؛ لذا لم يَفتَقِرِ التَّذكيرُ إلى عَلامةٍ؛ لأنَّه أصَلٌ والتَّأنيثُ فَرعٌ عَنه، فافتَقَر إلى عَلامةٍ تُمَيِّزُه عَنِ المُذَكَّرِ؛ قالَ
ابنُ هِشامٍ: (لَمَّا كانَ التَّأنيثُ فرعَ التَّذكيرِ احتاجَ لعَلامةٍ...)
[573] يُنظر: ((أوضح المسالك)) لابن هشام الأنصاري (4/ 286). ، وقال
سِيبَوَيهِ: (... الأشياءُ كُلُّها أصلُها التذكيرُ ثمَّ تختَصُّ بَعْدُ)
[574] يُنظر: ((الكتاب)) لسيبويه (3/ 241). .
وللاسمِ المؤنَّثِ أنواعٌ نَذكُرُها فيما يلي:
مُؤَنَّثٌ حَقيقيٌّ:وهو ما دَلَّ عَلى أُنثى ذاتِ فَرْجٍ، مِثلُ: فاطِمةَ، وهِندٍ.
المؤنَّثُ المجازيُّ:هو ما ليس له فَرْجٌ، وتجري عليه أحكامُ المؤَنَّثِ، وقد تكونُ علامةُ التأنيثِ فيه ظاهِرةً، مِثْلُ: غُرْفَةٍ، أو مُقَدَّرةً، مِثْلُ: دارٍ.
وينقَسِمُ المؤنَّثُ إلى:
مُؤَنَّثٍ لَفْظيٍّ: وهو ما لحِقَتْه علامةُ التأنيثِ، ويدُلُّ على مُذَكَّرٍ، مِثْلُ: طَلْحةَ، وحَمْزةَ.
ومُؤَنَّثٍ مَعنَويٍّ: وهو ما كان عَلَمًا لمُؤَنَّثٍ، وليس فيه علامةُ تأنيثٍ، مِثْلُ: هِندٍ.
ولَفْظيٍّ ومَعنويٍّ: وهو ما كان عَلَمًا لمُؤَنَّثٍ وفيه علامةٌ، مِثْلُ: فاطِمةَ، وهدًى وأسماءَ
[575] يُنظر: ((شذا العرف)) للحملاوي (ص: 136). .
اختِلافُ المذاهِبِ في علاماتِ التأنيثِ:البَصْرِيُّونَ:عَلاماتُ التَّأنيثِ عِندَهُمُ اثنَتانِ، هُما: تاءُ التَّأنيثِ، والألفُ المَقصورةُ؛ أمَّا الهَمزةُ الَّتي قَبلَها مَدَّةٌ، فهي عِندَهم بَدَلٌ مِنَ الألِفِ المَقصورةِ.
مَذهَبُ الكُوفِيِّينَ والزَّجَّاجِيِّ:للتَّأنيثِ عِندَهم ثَلاثُ عَلاماتٍ، هي: تاءُ التَّأنيثِ، والألِفُ المَقصورةُ، والهَمزةُ الَّتي قَبلَها مَدَّةٌ.
الأخفَشُ:ذهب الأخفَشُ إلى أنَّ الألِفَ والهَمْزةَ معًا علامةٌ للتأنيثِ
[576] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (2/ 636). .
كيفيَّةُ مَعرِفةِ التأنيثِ بغَيرِ عَلاماتِ التأنيثِ:يُعرَفُ التأنيثُ بغَيرِ علاماتِ التأنيثِ عن طَريقِ:
التَّصغيرِ: وذلك في حالةِ كَونِه ثُلاثيًّا؛ لأنَّ التصغيرَ يَرُدُّ الأشياءَ إلى أصولِها، مِثْلُ: نارٍ، وتصغيرُها: نُوَيْرَةٌ، ودارٍ، وتصغيرُها: دُوَيْرَةٌ.
بالوَصفِ والخَبَرِ: تقول: أكَلَ الرَّجُلُ كَتِفًا مَسمومةً، ويَدُ زيدٍ مبسوطةٌ؛ فعُلِمَ تأنيثُ الكَتِفِ واليَدِ مِن الوَصفِ والخَبَرِ.
عَودِ الضَّميرِ: مِثلُ: العَينُ كَحَلْتُها.
الإشارةِ إليه: هذه جَهنَّمُ.
عَدَدِه: مِثلُ: ثلاثُ أَيْدٍ، فعُلِمَ أنَّ اليَدَ مُؤَنَّثةٌ؛ لأنَّهم حَذَفوا التاءَ مِن العدَدِ.
جَمْعِه بجَمْعٍ يخُصُّ المُؤَنَّثَ (الأَلِف والتَّاء): مِثلُ: هِندات، فهذا الجَمعُ يخصُّ المُؤَنَّثَ، ما لم يَكُنْ جَمْعَ مُصَغَّرِ المُذَكَّرِ الذي لا يَعقِلُ ولا صِفَتِه.
جَمْعِه بجَمْعٍ يَغلِبُ في المُؤَنَّثِ: كالجَمْعِ على (أفعُل) فإنَّه يَغلِبُ في المُؤَنَّث، مِثْلُ: عُقاب وأعْقُب، ويَمِين وأَيْمُن، وذلك إذا لم يُعلَمْ تذكيرُه، فهذا الجَمعُ في المُذَكَّرِ قَليلٌ.
التَّاءِ التي تَلحَقُ الفِعلَ: مِثلُ: كُسِرَتِ القِدْرُ، وتُكْسَرُ القِدْرُ
[577] يُنظر: ((المساعد)) لابن عقيل (3/ 290 وما بعدها). .
أمَّا التأنيثُ الذي يُعرَفُ بالعلاماتِ؛ فعَلاماتُه:أولًا: تاءُ التأنيثِهناك مَذهَبانِ في كَونِها تاءً أو هاءً:فالبَصْرِيُّونَ يرَونَ أنَّ علامةَ التأنيثِ في الاسمِ المتمَكِّنِ تاءٌ مُبدَلةٌ هاءً في الوَقْفِ.
والكُوفِيُّونَ يرَونَ أنَّ علامةَ التأنيثِ هاءٌ مُبدَلةٌ تاءً في الوَصْلِ
[578] يُنظر: ((الارتشاف)) لأبي حيان (2/ 636). .