الموسوعة الفقهية

المَطلبُ الخامِسُ: ديةُ الكِتابيّ (الذِّمِّيِّ)


دِيَةُ الكِتابيِّ (الذِّمِّيِّ) على النِّصفِ مِن دِيَةِ المُسلمِ، وهو مَذهَبُ المالِكيَّةِ [924] ((التاج والإكليل)) للمواق (6/257)، ((منح الجليل)) لعليش (9/96). ، والحَنابلةِ [925] ((المبدع)) لبرهان الدين ابن مفلح (8/304)، ((الإنصاف)) للمرداوي (10/50). ، وهو قَولُ بَعضِ السَّلفِ [926] قال ابنُ قُدامةَ: (وهو مَذهَبُ عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزيزِ، وعُروةَ، ومالكٍ، وعَمرِو بنِ شُعَيبٍ). ((المغني)) (8/399). ، واختارَه الشِّنقيطيُّ [927] قال الشِّنقيطيُّ: (واعلَمْ أنَّ الرِّواياتِ التي جاءَت بأنَّ دِيةَ الذِّمِّيِّ والمُعاهَدِ كدِيةِ المُسلمِ ضَعيفةٌ لا يُحتَجُّ بها ... والأدِلَّةُ التي ذَكَرنا دَلالتَها أنَّها على النِّصفِ مِن ديةِ المُسلمِ أقوى). ((أضواء البيان)) (3/116). ، وابنُ عُثَيمين [928] قال ابنُ عُثَيمين: (قَولُه: «ودِيةُ الكِتابيِّ» يَشمَلُ المُعاهَدَ، والذِّمِّيَّ، والمُستَأمَنَ، ولا يَشمَلُ الحَربيَّ؛ لأنَّه غَيرُ مَعصومٍ، فلا ديةَ له، فهؤلاء دِيَتُهم نِصفُ ديةِ المُسلمِ). ((الشرح الممتع)) (14/127). .
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ
1- عن عَمرِو بنِ شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جَدِّه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((دِيَةُ المُعاهَدِ نِصفُ دِيَةِ الحُرِّ)) [929] أخرجه أبو داود (4583)، والبيهقي في ((الخلافيات)) (4931). صَحَّحه ابنُ القيم في ((تهذيب السنن)) (12/323)، وحَسَّنه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4583)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4583). .
2- عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((عَقلُ الكافِرِ نِصفُ عَقلِ المُؤمِنِ)) [930] أخرجه الترمذي (1413)، والنسائي (4807) واللفظ له. حسَّنه الترمذي، وابن القيم في ((أعلام الموقعين)) (4/300)، والألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (4807)، وصحَّح إسنادَه ابنُ باز في ((حاشية بلوغ المرام)) (661). .
ثانيًا: لأنَّه نَقصٌ مُؤَثِّرٌ في الدِّيةِ، فأثَّرَ في تَنصيفِها، كالأُنوثةِ [931] يُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (8/399). .

انظر أيضا: