- خُفِّفَ علَى دَاوُدَ عليه السَّلَامُ القُرْآنُ، فَكانَ يَأْمُرُ بدَوَابِّهِ فَتُسْرَجُ، فَيَقْرَأُ القُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تُسْرَجَ دَوَابُّهُ، وَلَا يَأْكُلُ إِلَّا مِن عَمَلِ يَدِهِ.
الراوي :
أبو هريرة
| المحدث :
البخاري
| المصدر :
صحيح البخاري
| الصفحة أو الرقم :
3417
| خلاصة حكم المحدث :
[صحيح]
البَركةُ نِعمةٌ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ، يَتفضَّلُ بها على مَن يَشاءُ مِن عِبادِه، ويُنزِلُها فيما شاء مِن خلْقِه، فإذا حلَّت البَرَكةُ ثبَتَ الخيرُ، وعظُمَ النَّفعُ.
وفي هذا الحَديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه خُفِّف على نَبيِّ اللهِ داوُدَ عليه السَّلامُ القُرآنُ، وقُرآنُ كُلِّ نَبيٍّ هو الكِتابُ الَّذي أُنزِلَ عليه، فيُسِّرُ له قِراءةُ الكِتابِ السَّماويِّ الَّذي أُنزِلَ عليه مِن ربِّه؛ وهو الزَّبُورُ، كما قال تعالَى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء: 163]؛ فكان يَأْمُرُ بوَضْعِ السُّرُج على دابَّتِه ودَوابِّ أتْباعِه، فلا يَنتَهي خَدَمُه وعُمَّالُه مِن وضْعِ السُّرُجِ على ظُهورِها، إلَّا وقدْ قَرَأ الزَّبُورَ مِن أوَّلِه إلى آخِرِه.
وأخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ نَبيَّ اللهِ داوُدَ عليه السَّلامُ كان لا يَأْكُلُ إلَّا مِن كَسْبِ يَدِه، فقدْ علَّمَه اللهُ سُبحانَه صِناعةَ الحَدِيدِ؛ قال اللهُ تعالَى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ} [الأنبياء: 80]، وقال سُبحانَه: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} [سبأ: 10، 11].
وفي الحَديثِ: وُقوعُ البركةِ في الزَّمنِ اليَسيرِ حتَّى يَقَعَ فيه العملُ الكثيرُ.
وفيه: فضْلُ الكسْبِ مِن عمَلِ اليدِ.
وفيه: فَضيلةُ نَبيِّ اللهِ داودَ عليه السَّلامُ.