الموسوعة الحديثية


-  عَنْ حُذَيْفَةَ: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، قَالَ: نَزَلَتْ في النَّفَقَةِ.
الراوي : أبو وائل | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 4516 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (1724) بلفظه، وسعيد بن منصور (2404)، وابن أبي حاتم في ((التفسير)) (1744) كلاهما باختلاف يسير.
في هذا الحديثِ يَروي حُذَيْفَةُ رضِي اللهُ عنه أنَّ قولَه تعالَى: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [البقرة: 195]، نزَلَ في النَّفقةِ، أي: في ترْكِ النَّفقةِ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وهذا الَّذي قالَه حُذيفةُ رضِي اللهُ عنه مُجْمَلٌ، جاءَ مُفسَّرًا في حَديثِ أبي أيُّوبَ رضِيَ اللهُ عنه -كما في سُنَنِ أبي داودَ والترمذيِّ وغَيرِهما-، قال: كنَّا بِالقُسْطَنْطينيَّةِ، فخَرجَ صَفٌّ عَظيمٌ مِنَ الرُّومِ، فحمَلَ رجُلٌ مِنَ المسلمينَ على صَفِّ الرُّومِ حتَّى دخَلَ فيهم، ثُمَّ رجَعَ مُقبِلًا، فصاحَ النَّاسُ: سُبحان اللهِ، ألْقَى بيَدِه إلى التَّهْلُكةِ! فقال أبو أيُّوبَ رضِيَ اللهُ عنه: أيُّها النَّاسُ، إنَّكم تُؤوِّلون هذه الآيةَ على هذا التَّأويلِ، وإنَّما نزَلَتْ هذه الآيةُ فينَا -معشرَ الأنصارِ- إنَّا لَمَّا أعزَّ اللهُ دِينَه وكثُرَ ناصرُوه قُلْنا بيْنَنا سرًّا: إنَّ أموالَنا قدْ ضاعَتْ، فلو أنَّا أقمْنا فيها وأصْلَحْنا ما ضاعَ منها، فأَنْزَلَ اللهُ هذه الآيةَ، فكانتِ التَّهلُكةُ الإقامةَ الَّتي أردْناها.
وقولُه سُبحانَه: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، أي: في سائرِ وُجوهِ القُرُباتِ، وخاصَّةً الصَّرفَ في قتالِ الكفَّارِ والبذْلَ فيما يَقْوَى به المسلمونَ على عَدوِّهم، {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} بِالكفِّ عَنِ الغَزِو والإنفاقِ فيه؛ فإنَّه يُقوِّي العدوَّ ويُسلِّطُهم على إهلاكِكم، أو المرادُ: الإمساكُ وحبُّ المالِ؛ فإنَّه يؤدِّي إلى الهلاكِ.
تم نسخ الصورة