- تسمَّوا بأسماءِ الأنبياءِ وأحبُّ الأسماءِ إلى اللَّهِ : عبدُ اللَّهِ ، وعبدُ الرَّحمنِ ، وارتبِطوا الخيلَ وامسَحوا بنواصيها ، وأَكفالِها وقلِّدوها ولا تقلِّدُوها الأوتارَ ، وعليكم بِكلِّ كُميتٍ أغرَّ محجَّلٍ ، أو أشقرَ أغرَّ محجَّلٍ ، أو أدهمَ أغرَّ محجَّلٍ
الراوي :
أبو وهب الجشمي
| المحدث :
عبد الحق الإشبيلي
| المصدر :
الأحكام الشرعية الصغرى
| الصفحة أو الرقم :
501
| خلاصة حكم المحدث :
[أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]
لقدْ أوْصى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكُلِّ ما هو جَميلٌ وحَسنٌ، ومنها اخْتيارُ الأسْماءِ الحَسَنةِ، والبُعدُ عنِ القَبيحِ.
وفي هذا يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «تَسمَّوْا بأسْماءِ الأنْبياءِ»؛ وذلك لأنَّهم همُ القُدوةُ الصَّالِحةُ، ولمَا في التَّسْميةِ بهم مِن تَذْكيرٍ ودَعوةٍ للأجْيالِ المُتَعاقِبةِ، فيُحفَظُ دِينُ اللهِ بها.
ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وأحَبُّ الأسْماءِ إلى اللهِ عبدُ اللهِ، وعبْدُ الرَّحمنِ»؛ وذلك لأنَّ فيهما النِّداءَ بالعُبودِيَّةِ للهِ وَحْدَه.
ثمَّ أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصْحابَه بأنْ يَهتَمُّوا بالخَيلِ، وأنْ يُبالِغوا في رَبْطِها واقْتِنائِها، وأنْ يُبالِغوا في إمْساكِها عندَهم، وأنْ يَجعَلوها في رِباطِ الحَربِ في سَبيلِ اللهِ، وقال: «وامْسَحوا بنَواصِيها وأكْفالِها»؛ أي: نَظِّفوها، أوِ اهتَمُّوا بها، والنَّاصيةُ: هي الجَبْهةُ ومُقدِّمةُ الرَّأسِ، والكَفَلُ والعَجُزُ هما مُؤخَّرةُ الحَيوانِ، ثمَّ قال: «وقَلِّدوها، ولا تُقلِّدوها الأوْتارَ»، وهذا إرْشادٌ أنْ يَجعَلوا في رِقابِها القَلائدَ والحُليَّ المُباحةَ، وألَّا يَجْعَلوا في رِقابِها الخُيوطَ الَّتي كانت تُتَّخَذُ تَمائمَ، أو ألَّا يَجْعَلوا في رِقابِها أوْتارَ الأقْواسِ الحَربيَّةِ؛ حتَّى لا تَختَنِقَ بها عندَ الرَّعيِ وغَيرِه، وقيلَ: لا تُقلِّدوها الأوْتارَ؛ بمَعنى لا تَجعَلوها تَجْري في طلَبِ الثَّأرِ وأوْتارِ الجاهليَّةِ.
«وعليكم بكلِّ كُمَيْتٍ أغَرَّ مُحجَّلٍ»، فالْزَموا مِن الخَيلِ ما هذه صِفاتُه وأُوصيكم بها، والكُمَيتُ هو الَّذي خالَطَ حُمرتَه قُتومٌ، ولوْنُه بيْنَ السَّوادِ والحُمرةِ، والأغَرُّ هو ما في وَجْهِه غُرَّةٌ، وهي بَياضُ الوَجهِ، و«المُحجَّلُ» هو الَّذي يَرتفِعُ البَياضُ في يَدَيْه إلى مَوضِعِ القَيْدِ، ويُجاوِزُ الأرْساغَ، ولا يُجاوِزُ الرُّكبَتَينِ، ولا يكونُ التَّحْجيلُ باليَدِ واليدَيْنِ ما لم يكُنْ معَها رِجلٌ ورِجْلانِ، «أو أشقَرَ أغَرَّ مُحجَّلٍ»، والشُّقرةُ لوْنٌ، وهي في الإنْسانِ حُمرةٌ صافيةٌ وبشَرَتُه مائلةٌ إلى البَياضِ، وفي الخَيلِ: حُمرةٌ صافيةٌ تَحمَرُّ معَها الغُرَّةُ والذَّنَبُ، فإنِ أسوَدَّ فهو كُمَيتٌ، «أو أدْهَمَ أغَرَّ مُحجَّلٍ»، وهو الحِصانُ الأسوَدُ الدَّاكِنُ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ فَضلِ الخَيلِ، وأهمِّيَّةِ اقْتِنائِه للرِّباطِ والحربِ في سَبيلِ اللهِ.
وفيه: الحثُّ على إكْرامِ الخَيلِ عندَ أصْحابِها.