الموسوعة الحديثية


- إيَّاكم والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحَديثِ، ولا تَجَسَّسوا، ولا تَحَسَّسوا، ولا تَباغَضوا، ولا تَحاسَدوا، ولا تَنافَسوا، ولا تَدابَروا، وكونوا عِبادَ اللهِ إخوانًا.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 10078 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (6066)، ومسلم (2563) باختلاف يسير
حَثَّ الإسلامُ على التَّآخي والتَّحابِّ والتَّوادِّ بَينَ الإخوانِ، وشَرَعَ لذلك كُلَّ ما يُؤَدِّي إلى زيادةِ الوُدِّ والأُلفةِ بَينَهم، وحَذَّر مِنَ العَداوةِ والبَغضاءِ فيما بَينَهم، فنَهى عن كُلِّ ما يُؤَدِّي إلى العَداوةِ، ومِن ذلك أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهى عن جُملةٍ مِنَ المَنهيَّاتِ كُلُّها تُسَبِّبُ العَداوةَ والبَغضاءَ، فقال: إيَّاكُم والظَّنَّ، أي: احذَروا مِنه، والمُرادُ به الظَّنُّ السَّيِّئُ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحَديثِ. وحَقيقةُ الظَّنِّ الذي يَأثَمُ به هو التُّهمةُ التي لا سَبَبَ لَها، كَمَن يَتَّهمُ رَجُلًا بالفاحِشةِ مِن غَيرِ أن يَظهَرَ عليه ما يَقتَضيها؛ ولهذا عَطَف عليه بقَولِه: ولا تَجَسَّسوا. وهو البَحثُ عنِ العَوراتِ والتَّفتيشُ عن بَواطِنِ الأُمورِ؛ وذلك أنَّ الشَّخصَ يَقَعُ له خاطِرُ التُّهمةِ، فيُريدُ أن يَتَحَقَّقَ فيَتَجَسَّسُ ويَبحَثُ ويَستَمِعُ؛ فنُهيَ عن ذلك. ولا تَحَسَّسوا. وهو الاستِماعُ لحَديثِ القَومِ، أي: لا تَبحَثوا عن عُيوبِ النَّاسِ ولا تَتَّبِعوها. ولا تَباغَضوا، أي: لا تَتعاطَوا أسبابَ البُغضِ؛ لأنَّ البُغضَ لا يُكتَسَبُ ابتِداءً، وقيلَ: المُرادُ النَّهيُ عنِ الأهواءِ المُضِلَّةِ المُقتَضيةِ للتَّباغُضِ، ولا تَحاسَدوا. والحَسَدُ: تَمَنِّي زَوالِ النِّعمةِ عنِ الغَيرِ، أي: لا يَتَمَنَّ أحَدُكُم زَوالَ النِّعمةِ عن أخيه المُسلمِ، ولا تَنافَسوا. وهيَ الرَّغبةُ في الشَّيءِ والانفِرادُ به، ولا تَدابَروا، أي: لا تَتَهاجَروا، فيَهجُرُ أحَدُكُم أخاه، مَأخوذٌ مِن تَوليةِ الرَّجُلِ الآخَرَ دُبُرَه، إذا أعرَضَ عنه حينَ يَراه. ثُمَّ أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بكَلمةٍ جامِعةٍ لأسبابِ التَّآخي، فقال: وكونوا عِبادَ اللهِ إخوانًا، أي: إذا تَرَكتُم هذه المَنهيَّاتِ كُنتُم إخوانًا، ومَفهومُه: إذا لَم تَترُكوها تَصيرون أعداءً، وقَولُه: عِبادَ اللهِ، أي: يا عِبادَ اللهِ، ومَعنى كونوا إخوانًا: اكتَسِبوا ما تَصيرونَ به إخوانًا مِمَّا سَبَقَ ذِكرُه وغَيرِ ذلك مِنَ الأُمورِ المُقتَضيةِ؛ فأنتُم عَبيدُ اللهِ، فحَقُّكُم أن تتواخَوا بذلك، فتَكونوا كإخوانِ النَّسَبِ في الشَّفقةِ والرَّحمةِ والمَحَبَّةِ والمواساةِ والمُعاوَنةِ والنَّصيحةِ.
وفي الحَديثِ النَّهيُ عن أن يَظُنَّ المُسلِمُ بأخيه المُسلمِ سوءًا.
وفيه النَّهيُ عنِ التَّجَسُّسِ.
وفيه النَّهيُ عنِ التَّحَسُّسِ.
وفيه النَّهيُ عنِ التَّحاسُدِ.
وفيه النَّهيُ عنِ التَّباغُضِ.
وفيه النَّهيُ عنِ التَّنافُسِ.
وفيه النَّهيُ عنِ التَّدابُرِ.
وفيه الأمرُ بالتَّآخي.
وفيه الحَثُّ على اكتِسابِ ما يَصيرُ المُسلِمونَ به إخوانًا.
وفيه الحَذَرُ مِن كُلِّ ما يُؤَدِّي إلى أسبابِ البَغضاءِ والشَّحناءِ بَينَ المُسلِمينَ .
تم نسخ الصورة