الموسوعة الحديثية


- ألا تأْمَنُونِي ، و أنا أمينٌ في السَّماءِ ؟ يأتِينِي خَبرُ السماءِ صَباحًا و مَساءً
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 2645 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
أرسَلَ اللهُ تعالى نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم داعيًا للنَّاسِ جَميعًا، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَحرِصُ على تَأليفِ قُلوبِ النَّاسِ وتَرغيبِهم في الدِّينِ، فكان يُعطيهمُ الأموالَ الكَثيرةَ يتألَّفُهم بها، وكان يَترُكُ إعطاءَ بَعضِ أصحابِه ثِقةً في إيمانِهم، وهذا الحَديثُ له قِصَّةٌ وسَبَبٌ، كما جاءَ ذلك موضَّحًا في الرِّواياتِ الأُخرى، وذلك أنَّ عَليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه كان في اليَمَنِ فأرسَل إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقِطَعٍ مِنَ الذَّهَبِ مِمَّا أخَذَه عليٌّ مِن زَكاةِ أهلِ اليَمَنِ، فقَسَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذا الذَّهَبَ على جَماعةٍ كانوا حَديثي عَهدٍ بالإسلامِ يتألَّفُهم حَتَّى يَثبُتوا على الإسلامِ، فقال رَجُلٌ: كُنَّا نَحنُ أحَقَّ بهذا المالِ مِن هؤلاء الذين أعطاهمُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبَلَغَ كَلامُ هذا الرَّجُلِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: ألَا تَأمَنوني، أي: كَيف لا تَأمَنوني في قِسمةِ المالِ، وأنا أمينُ مَن في السَّماءِ؟ أي: أنَّ اللَّهَ تعالى قدِ استَأمَنَه على وَحيِه ودينِه وتَبليغِ رِسالَتِه لأهلِ الأرضِ جَميعًا، يَأتيني خَبَرُ السَّماءِ صَباحًا ومَساءً، أي: أنَّ الوحيَ يَأتيه في الصَّباحِ والمَساءِ، وفِعلُه كُلُّه بأمرٍ مِنَ السَّماءِ لا مِن عِندِ نَفسِه. والمَعنى: أنَّه إذا كان اللهُ تعالى قد أمِنَني على وَحيِه وتَبليغِ هذا الدِّينِ، فكَيف لا يَأمَنُه هؤلاء الذينَ يَعتَرِضونَ عليه في قِسمةِ بَعضِ الأموالِ مَعَ أنَّه لَن يُقَسِّمَها إلَّا وَفقَ أمرِ اللهِ تعالى، فإنَّ هذا مِنَ الأُمورِ العَجيبةِ التي يَنبَغي عليهم عَدَمُ فِعلِها وعَدَمُ تَصَوُّرِها أصلًا.
وفي الحَديثِ إثباتُ عُلوِّ اللَّهِ تعالى.
وفيه ائتِمانُ اللَّهِ تعالى لنَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفيه بَيانُ أمانةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الوَحيِ وعَلى الدِّينِ .
تم نسخ الصورة